إذا ما سألتك ما الذي يحدد “نجاح إدارة الشركات الناشئة“؟ فقد ترى السؤال بسيطًا للوهلة الأولى، فيتبادر إلى ذهنك “تحقيق الأرباح”، لا سيما إن كنت من المساهمين في هذه الشركة.
في هذه المقالة سنُلقي نظرة فاحصة على معنى “نجاح الشركات”، ونذكر بعض أسباب نجاح الشركات، ونحدد العوامل التي تجعل أي شركة ناجحة؛ فتابعوا معنا قادم سطور هذا المقال.
8 عوامل لنجاح الشركات
بالنِّسبة إلى رواد الأعمال، لا يقاس تعريف نجاح إدارة الشركات الناشئة بالأموال وحدها؛ فالأموال هنا هي “نتيجة” نجاح الشركة، وليست “السبب” في ذلك.
يُبنى نجاح إدارة الشركات الناشئة – بكل تأكيد – على قدر الاستثمار المناسب، وعلى الموهبة والخطط الاستراتيجية والعمل الجاد أيضًا، وشيء من الحظ في بعض الأحيان.
-
تحديد الهدف
ما هو الهدف الرئيس لنشاطك التجاري؛ أي الهدف العام الذي تعمل على تحقيقه؟ يجب أن تعرف كل شركة – بطريقة قابلة للقياس – أين تريد أن تكون في غضون خمس أو عشر سنوات.
يمكن أن يكون ذلك الهدف:
- الريادة في مجال العمل.
- إيصال المنتجات والخدمات إلى أكثر من بلد، أو إلى جميع أنحاء العالم.
- زيادة فريقك إلى عدد محدد.
- استدامية وديمومة الأعمال.
بمجرد تحديد هدفك بوضوح، يمكنك بعد ذلك إدارة شركتك وفقًا له.
-
تأكد من وجود إدارة مرنة ومنتجة
لقد ولّت أيام الإدارة الأوتوقراطية الشاملة إلى غير رجعة، حيث اعتاد المديرون إصدار الأوامر والقرارات دون إبداء أي تفسير منطقي لها.
تعمل أنجح الشركات التجارية في أيامنا هذه على بناء ثقافة عمادها المرونة والثقة والشفافية الكاملة، مع التركيز على العمل بكامل الطاقة الإنتاجية للشركة.
يجري ذلك من خلال:
- تحديد قيم واضحة والعمل وفقًا لها.
- استشارة فرق العمل قبل اتخاذ القرارات الهامة.
- تنفيذ العهود والالتزامات.
- تحمُّل مسؤولية الأخطاء وتصحيحها، مع العمل على التحسن المستمر.
-
وظف فريق عمل متمكن من عمله
الموظفون هم من أهم الأصول في أي شركة، ومن عوامل نجاح الشركات، إذ يكون لاستقطاب الأشخاص المناسبين والاحتفاظ بهم بالغ الأثر في نجاح أي شركة وفي تفوُّقها على منافسيها.
لذا افعل كل ما في وسعك لاستقطاب أفضل المرشحين المحتملين، ثم اتبع نهجًا منظمًا لمعاملة هؤلاء الموظفين الأوائل بصورة جيدة.
يُعدُّ هذا الأمر من أسباب نجاح إدارة الشركات الناشئة؛ لأنه عند اتباعه سيجري تعزيز العلامة التجارية لربِّ العمل؛ أي سمعة الشركة، لتصبح مكانًا يحلم أي شخص بالعمل فيه.
إذا كنت ترسم صورة جذابة لشركتك، فستجد أنَّه من الأسهل استقطاب أكثر الأشخاص كفاءةً، مع الاحتفاظ بهم في المستقبل.
-
حدد معاييرَ وحدودًا صارمة
حتى في أكثر الثقافات التنظيمية مرونة وشفافية، سيظل القادة بحاجة إلى اتخاذ قرارات صعبة حين يقتضي الأمر ذلك.
في أحيان كثيرة، يعتمد نجاح الشركات على اتخاذ قرارات سريعة وموثوق بها، مع غياب رفاهية جميع المعلومات التي قد ترغب فيها أو تحتاج إليها.
ولتحقيق ذلك، يقتضي الأمر وضع حدود صارمة، وتحديدًا واضحًا لمعايير العمل ولأدوار الموظفين ومسؤولياتهم وصلاحياتهم.
هذا يساعد الموظفين على استثمار موارد الشركة بالشكل الذي يحقق القيمة المرجوة بكفاءة أكبر، وبأقلِّ التكاليف الممكنة، كما يحقق أفضل استثمار لجميع المواهب بصورة تؤدي إلى تحسين الإنتاجية في مكان العمل.
-
تأكد من راحة كل موظف في بيئة العمل
حين يتعلق الأمر بمكان العمل، فإنَّ الراحة أمر ضروري؛ فالموظفون الذين يشعرون بالراحة في محيطهم يكونون أكثر إنتاجية وسعادة.
لذا يجب الحرص على أن يشعر جميع الموظفين بالترحيب والقبول في الشركة؛ فذلك من عوامل نجاح إدارة الشركات الناشئة.
يتضمن تحسين بيئة العمل في الشركة منح الموظفين مساحة وخصوصية لأداء عملهم على أكمل وجه، وجعل المكتب مريحًا أكثر، وتحسين التواصل فيما بينهم.
ولإبقاء الإنتاجية والروح المعنوية عالية، لا تطلب من الموظفين العمل خلال فترات راحتهم.
-
اسمع الآراء ونفذ الأفكار الإبداعية
يجب أن تكون الإدارة بالشركة ملمّة بكل ما يخص الشركة والعاملين بها؛ وذلك لإضفاء جوّ من الأُلفة والمرونة داخل الشركة، وإعطاء الفرصة للموظفين لإبداء آرائهم وطرح الأفكار والحلول.
عندما تتخذ الإدارة فريق العمل شريكًا في صناعة واتخاذ القرارات، يزداد طرح الموظفين للأفكار والحلول، ومن ثَم ستتمكن من متابعة العمل عن قرب، وتكون على معرفة ودراية مسبقة بالمشكلات التقنية والإدارية التي تحدث في أثناء العمل.
-
طور موظفيك مهنيًّا
تطوير الموظفين مهنيًّا هو عملية تحسين الكفاءات والمهارات الحالية للموظفين، وتطوير كفاءاتهم بالشكل الذي يساهم في تحقيق أهداف الشركات، وفي نجاح إدارة الشركات الناشئة على وجه الخصوص.
تُعدُّ إستراتيجية تطوير الموظفين المدروسة بعناية هامَّة على جميع الأصعدة، وعندما تنفَّذ جيدًا، ستعود بفوائد عدَّة على جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الموظفون والمديرون والشركة بصورة عامة.
إذا أردنا أن نقدم نصائح لنجاح الشركات، فتطوير الموظفين سيكون على رأس هذه القائمة نظرًا لفوائده الكثيرة، والتي نذكر منها:
- تحسين الأداء.
- التعامل مع المواقف غير المتوقعة بصورة أفضل.
- زيادة ولاء الموظفين واستقطاب موظفين جدد.
- توفير الأموال عن طريق الاحتفاظ بالموظفين.
- تحويل الموظفين الجيدين إلى قادة أكفاء.
- تحسين مشاركة الموظفين وتحفيزهم.
- امتلاك مرونة كافية تسمح بالتوسع والابتكار والمنافسة بقوة أكبر في مجال تخصص الشركة.
-
تأكد من وجود شروط استثمارية جيدة
عندما تحتاج الشركات الناشئة إلى التمويل، فإن معظمها يقبل أي استثمار يقدم إليها، دون النظر في الشروط التي ترافق هذه الاستثمارات، وهذا ما يؤدي في بعض الأحيان إلى تغير الهدف من النجاح في العمل، إلى الاهتمام بالسداد للمستثمرين.
لذا عند وصول أي استثمار، يجب التَّأكد من الشروط، مع عدم التسرُّع في قبول أول استثمار يُعرض على الشركة.
الخلاصة
لم تشهد أي شركة على الإطلاق نجاحًا خالصًا ونقيًّا؛ فدائمًا ما يكون هنالك زلات وعثرات، وشيءٌ من سوء الحظ. النجاح أو الفشل لا تحدده الأحداث نفسها، ولكن كيفية الاستجابة لها.
إذًا ما الذي يُحدد نجاح إدارة الشركات الناشئة؟
يختلف من شركة إلى أخرى اعتمادا على أهدافها.
هل أنت مستعد لصناعة نسختك الخاصة من النجاح؟ جرّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا، كي تفعل ذلك بأسهل طريقة ممكنة.
