مصطلح الشركة Company يصف شكل من أشكال الأعمال المنظمة التي تستلزم وجود رأسمال، وتتخذ صبغة قانونية رسمية لحفظ حقوق المساهمين فيها، وإذا لم تكن تعلم فإن الشركات تختلف من حيث خصائصها وأنواعها والهدف من إنشائها، ولا يجب أن تقوم الشركات على عدد معين من الأشخاص؛ بل يمكن أن تقوم على فرد واحد أو أكثر، بالإضافة إلى أن هناك شركات يتم إنشائها بغرض الربح وأخرى لا تهدف للربح، وفي هذا المقال تتعرف معنا على أهمية الشركات وعناصرها وأنواعها، كما نتطرق لتوضيح بعض الأسباب المؤدية إلى حل الشركة وانقضائها.
ما هي الشركة Company
تعريف الشركة يشير إلى أنها كيان قانوني مصطنع لا يمكن رؤيته أو لمسه، يتم تشكيله من شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص المتوافقين على تنظيم وإدارة وتنفيذ مشروعٍ ما سواء تجاري أو صناعي أو خدمي، ويساهمون فيه بالمال والجهد للوصول إلى أهداف ربحية، مع إنشاء خطط تنظيمية رسمية للعمل، ومستندات توضح حصص ملكية كل فرد منهم وطرق تقسيم الأرباح والخسائر فيما بينهم.
الشركة هي شخص اعتباري منفصل عن الأفراد المساهمين فيها، لذا يمكن أن تكون طرفًا في أي دعوى قضائية باسمها، ولكل دولة تسلسل هرمي من الشركات التي تتمتع بحقوق مكفولة لها؛ مثل إبرام العقود وامتلاك الأصول ورفع الدعاوى القضائية والحصول على الأموال بالاقتراض، بالإضافة إلى تقرير من توظفه فيها ومن لا تتيح له العمل ضمن فريقها، وهذا مع مسؤوليات قانونية تُفرض عليها كشخص اعتباري، مثل مثولها أمام القضاء عند رفع دعوى ضدها أو فرض الضرائب أو غير ذلك.
عناصر الشركة
لا تقوم أي شركات من أي نوع إلا مع توافر عناصر أساسية تساعدها على امتلاك هوية وخطط للعمل، كما تساعدها على تحقيق الهدف من إنشائها والحفاظ على فاعليتها في السوق، وعناصر الشركة تتمثل فيما يلي:
رأس المال
يجب أن يكون للشركة رأس مال يساعد العاملين فيها على تحقيق أهدافها، حتى إذا كانت منظمة غير ربحية، فهي ما زالت بحاجة إلى الإنفاق على الأدوات والجوانب التي تعينها على تقديم الخدمات لمستحقيها، كما أن رأس المال الخاص بها يعتبر ذمة مالية منفصلة ويخصها كشخص اعتباري ولا يجوز دمجه بأموال مساهميها.
إدارة الشركة
المقصود بالإدارة هو المجلس الذي يمتلك حق اتخاذ القرارات في الشركة لتوجيه الأعمال، كما يتحمل مسؤولية نجاح تلك القرارات أو فشلها، وتضطلع الإدارة بمسؤوليات عدة منها وضع الخطط الاستراتيجية والتشغيلية مع تنظيم الأعمال والإشراف على تنفيذها بالشكل المطلوب، ومع كل هذه المسؤوليات يتمتع أي شخص في المجلس الإداري الخاص بالشركة بصلاحيات تفوق كل الموظفين الآخرين.
الموظفين في الشركة
كل من كانت له وظيفة في الشركة هو عامل مساهم بجهده وخبراته فيها بهدف تحقيق غاياتها، ويمكن أن يعمل الموظف في القسم الإداري بالشركة أو القسم الفني أو التنفيذي أو غير ذلك، وما يحتاج إليه للعمل فيها هو الخبرة في المجال المطلوب والقدرة على تقديمها بالطريقة الملائمة.
العلاقات
تعتمد الشركات أقسام خاصة لإدارة العلاقات العامة، وهي من عناصرها الرئيسية لأنها تضمن التواصل البناء بين الشركة والمجتمع الذي تخدمه، مما يمنحها المعلومات اللازمة لتطوير الأعمال وقياس مدى تحقيق الأهداف وتقييم المنتجات والحصول على فرص الاستثمار وغير ذلك.
أسباب تأسيس الشركات
لماذا يجب تأسيس الشركات؟ لأن المجتمع لم يعد بسيطًا كالسابق، حيث أننا نعيش عصر التحول الاقتصادي الكبير، وهناك مشاريع ضخمة في شتى المجالات من شأنها أن تنهض بالأمم وتحقق الاستقرار في الدول، لذلك كانت هناك حاجة متزايدة إلى تأسيس الشركات بأنواعها خاصةً مع قيام كل منها على تحقيق هدف معين سواء كان ربحي أو غير ربحي، مع الاهتمام بتوجيه نتائج نجاح الشركات إلى تنشيط البلدان اقتصاديًا أو تعليميًا أو خدميًا حسب هدف المؤسسة، فلكل من هذه الأهداف تأثيرها الإيجابي على المجتمع والدولة والمنطقة ككل.
أهمية تأسيس الشركة
حين يتم إنشاء شركة يتأثر المجتمع من حولها إيجابيًا؛ لأنها جزء منه وتتبادل معه المنافع، ولكن تأسيس الشركات مهم من جوانب عدة وليس من جهة تحقيق الأرباح وزيادة الدخل فقط، ونوضح أسباب أهميتها فيما يلي:
- تنويع مصادر الدخل للفرد والمجتمع.
- خلق فرص العمل للأفراد، وإظهار قدراتهم.
- تعزيز التقدم التكنولوجي واستخدام الآلات لتوسيع نطاق الإنتاج.
- زيادة الدخل القومي وتنمية الأعمال.
- إظهار الإبداع ومنح الأفراد القدرة على الابتكار والبحث والتطوير.
- تطوير مهارات الأفراد وقدراتهم.
- تشجيع الاستثمار وتحقيق إيرادات مالية كبيرة.
- تحقيق التكامل الاجتماعي بين الشركة والمجتمع.
أركان عقد الشركة
عقد الشركة يُقصد به تأسيسها مع تحديد مبادئها الأساسية ومجال عملها وأهدافها وتوفير رأس المال وغير ذلك، ولا يمكن إتمام عقدها إلا بتوافر 4 أركان أساسية، تأتي كما يلي:
أركان موضوعية عامة
يقوم هذا الركن على مبادئ يجب توافرها بين المؤسسين لضمان نجاح الشركة، وهذه المبادئ هي:
- الرضا عن تأسيس الشركة وبنود عقدها من حيث العنوان وأموال وحصص الشركاء وتوزيع المسؤوليات والسعي لتحقيق أهدافها.
- أهلية المؤسسين، فمن لم يتخطى 18 عام أو تعرض للحجر عليه بسبب عدم أهليته عقليًا سيتم إبطال شراكته.
- المحل أو نشاط العمل المطلوب القيام به لتحقيق الربح، حيث يجب أن يكون غير مخالف قانونيًا ولا شرعيًا، كما يجب أن يكون متعلق بأمر يمكن القيام به.
- السبب الذي تم إنشاء الشركة بغرض تحقيقه وغالبًا ما يكون الربح من مشروع معين ويشترط أن يكون قانونيًا.
أركان موضوعية خاصة
في هذا القسم يتم الارتكاز على ما يلي:
- توافر النية لدى المؤسسين بالمشاركة في التأسيس، مع وجود الثقة فيما بينهم.
- يجب أن يتعاون القائمين على تأسيس الشركة ويبذلوا الجهد المطلوب منهم لأجل نجاحها، مع تقبل الخسائر التي قد تتعرض لها الشركة في البداية.
- لا يجب وضع أحد المساهمين في مركز التبعية القانونية للبقية، بل يتم الحفاظ على المساواة بين الأفراد قانونيًا لتحقيق هدف الشخص الاعتباري المؤسس من قبلهم.
أركان شكلية
هي الجوانب المتعلقة بشكل العقد وتسجيله القانوني، وتتمثل في:
- كتابة العقد بصيغة رسمية قانونية مع توضيح كافة تفاصيل الشركة وبياناتها والبنود المتفق عليها.
- الإشهار أو تسجيل العقد في السجل التجاري والجرائد اليومية، مع عمل نشرة تخص الشركة في الإعلانات القانونية.
أنواع الشركات
لا يسهل حصر أنواع الشركة في تصنيفات معينة نظرًا لتعدد أشكالها وأهدافها، ولكن يمكننا ذكر الأنواع الأكثر تواجدًا في مجتمع الأعمال، ومنها:
شركات الأفراد
فيها يقوم شريكين أو أكثر بتأسيس الشركة مع تمويلها، ويتحمل المؤسسون الخسائر كما يقتسمون الأرباح والمسؤوليات كلٍ حسب خبراته، وتنقسم شركات الأفراد إلى الأمثلة التالية:
شركة التضامن
هي الشركة التي لها ذمة مالية منفصلة، ومساهميها مسؤولون عنها بشكل غير محدود، ما يعني أنهم ملتزمون بسداد ديونها والحفاظ على أموالها وإدارتها وكل شريك منهم يكتسب صفة تاجر، وهذا النوع ينقضي بوفاة أحد الشركاء أو إفلاسه.
شركة المحاصة
تعد بمثابة صفقة بين شخصين ولا تتطلب التوثيق الرسمي، ويتم الاتفاق بين المؤسسين على بنود العقد الخاص بها ويُكتفى بكتابته، ما يجعلها مختلفة عن الشركات الأخرى، حيث أنها لا تتمتع بذمة مالية منفصلة، ويمكن أن تعمل بدون مجلس إدارة رسمي، كما أن تعاملها القانوني لا يكون باسمها؛ لأنها مؤسسة لغرض معين تُحل بتحقيقه، مما يجعلها لا ترقى إلى اعتبارها شركة ذات نظام أو اسم.
شركة التوصية البسيطة
تعرف بهذا الاسم لأنها تجمع بين مواصفات شركات التوصية وشركات التضامن، ومؤسسيها بين متضامنين وموصين، على ألا يكتسب الشريك الموصي صفة تاجر ولا يدير الشركة، أما المتضامن فيمكنه إدارة الشركة واكتساب صفة تاجر، وهو مسؤول عن الشركة ماديًا.
شركات الأموال
تعتمد بصورة كاملة على رأس المال ولها أكثر من مؤسس، وهي كيان قوي لا ينحل حال إفلاس شريك أو وفاته لأنها لا تعتمد على الأشخاص، كما أن الشركاء فيها غير ملتزمين بسداد ديونها، ومن أمثلتها:
الشركة المساهمة
تعمل من أجل تحقيق الإيرادات، ويتم تقسيم رأس مالها إلى أسهم متساوية القيمة تُطرح في اكتتاب عام ويتم تداولها تجاريًا، ومجلس إدارة الشركة منتخب كما أن عقدها رسمي وقانوني.
شركة الشخص الواحد
من الأشكال المستحدثة للشركات حيث أن المؤسس غير مطالب بسداد ديونها من ذمته المالية الخاصة ويحمل صفة مالك بدلًا من تاجر، وغالبًا ما تعمل هذه الشركات في المشروعات الصغيرة، ومن مميزاتها إمكانية تحولها إلى نوع آخر إن انضم شخص آخر للشركة، ولكن إن بقيت كما هي تنحل بوفاة مالكها.
الشركات المختلطة
هي التي تجمع بين ما تتميز به شركات الأفراد وشركات الأموال، لذا تتمتع بالأمان والسعة في الشروط، ومن أهم أشكالها:
شركات التوصية بالأسهم
شركة أموال أوسع في خياراتها وتنظيمها من شركات التوصية البسيطة، حيث أن شركائها يكونون ما بين متضامنين ومساهمين، تتوزع بينهم المسؤولية عن الشركة بأن يقوم المساهمين بسداد الديون في حدود قيمة الأسهم التي يمتلكونها فقط، وبقية المسؤوليات تقع على المتضامنين، ولا يقل رأس مال هذا النوع من الشركات عن مليون ريال سعودي، كما أن السهم الواحد يتم اكتتابه في سوق الأوراق المالية بقيمة 50 ريال أو أعلى.
الشركة ذات المسؤولية المحدودة LLC
تحتمل شريكين إلى 5 شركاء فقط، كلم مسؤولون عن الشركة ماليًا، وهي غير ملزمة من حيث قيمة رأس المال أو تساوي الحصص بين الشركاء، كما يتم انتخاب شريك للإدارة ويتم الاتفاق عليه في العقد كما يُتفق على توزيع المسؤوليات.
الشركات ذات رأس المال المتغير
هي أي شركة من المذكورة أعلاه تنص في عقدها على أن رأس مالها قابل للتغيير، وعند استخدام هذا البند تتحول إلى شركة ذات رأسمال متغير.
الشركة التعاونية
شركة ذات رأس مال متغير أيضًا لكن يؤسسها مجموعة من الأشخاص المتعاونين على خدمة مصلحة معينة باستخدام الموارد التي لديهم، وتكون أهدافها خدمية غالبًا مثل تخفيض تكاليف منتجات أو خدمات معينة، أو رفع مستوى تلك الخدمات وجودة المنتجات
خصائص الشركات
لا تتشابه الشركات مع المؤسسات الاقتصادية الأخرى بفضل خصائصها الفريدة، ومن هذه الخصائص:
- الشفافية التي تتحقق مع تكوين مجلس إدارتها وتنفيذ التقارير والمستندات الرسمية الخاصة بها.
- قدرتها على التمويل الذاتي والاستفادة من الموارد مع جذب الاستثمارات لتوسيع الأعمال.
- الشراكة بين الأفراد في المسؤولية والأرباح والمهام وغير ذلك، مع المرونة في توزيع تلك الأدوار فيما بينهم.
- الاستقلال ووجود شخصية اعتبارية للشركة وتوضيح أهدافها ومسؤولياتها بالنسبة للمجتمع.
أسباب انقضاء الشركات
تحل الشركات لأسباب عديدة تنقسم إلى محورين أساسيين هما:
أسباب عامة
- خسارة رأس مال الشركة الذي يتم الإنفاق على أنشطتها منه.
- صدور حكم قضائي بالحل لأي سبب.
- تعرض الشركة للإفلاس.
- حل الشركة بعد إجماع آراء المؤسسين على ذلك.
- انتهاء الهدف الذي قامت الشركة لتحقيقه.
أسباب خاصة
السبب الخاص لحل الشركة يتمثل في فقد الشريك بشكل لا يمكن تعويضه، مثل ما يحدث عند انسحابه أو فقده القدرة على البذل لأجل الشركة سواء ماليًا أو وظيفيًا، كما أن الحجر عليه أو وفاته أيضًا يسببان نفس النتيجة.
في الختام
قيود توفر لك النظام المحاسبي الأفضل الذي يتيح لك خطط متكاملة ودورات مفيدة لتؤسس الشركة الخاصة بك وتديرها ببراعة واحترافية، ما عليك إلا أن تطلب التجربة المجانية من قيود، لتستمتع بالموارد والكفاءة التي يضعها النظام بين يديك، ويمكنك التواصل مع خدمة عملاء قيود بسهولة للاستفسار عن أي شيء ترغب فيه، وتحديد الغاية من الشركة وطرق تأسيسها وكيفية تحقيق أهدافها بسهولة.
انضموا إلى مجتمعنا الملهم! اشتركوا في صفحتنا على لينكد إن وتويتر لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات. فرصة للتعلم والتطوير في عالم سوق العمل والأعمال و المحاسبة والتمويل. لا تفوتوا الفرصة، انضموا اليوم!
