مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك
نتناول هنا دليل شامل لفهم الأداء المالي الحقيقي للشركات وشرح موسع عن مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب (EBITDA) وهي المقالة الهامة الآن في عالم المال والأعمال المتسارع، حيث تعتبر القدرة على فهم وتحليل أداء الشركات بدقة من العوامل الجوهرية التي تساعد المستثمرين والإداريين في اتخاذ قرارات مالية ناجحة.
حيث يظهر مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA) كأداة دقيقة تمنحنا رؤية أوضح للأداء المالي الفعلي بعيدًا عن التشويش المحاسبي.
يمثل هذا المقياس أحد أهم المؤشرات التي يعتمد عليها المستثمرون، والمحللون الماليون، ومديرو الشركات لتقييم مدى قوة النشاط التشغيلي للشركة، فهو ببساطة يجيب عن سؤال واحد:
“هل تحقق الشركة أرباحًا من نشاطها الأساسي فعلاً، أم أن الأرباح الظاهرة مجرد انعكاس لعمليات تمويلية أو محاسبية؟”
في هذا المقال، سنأخذك في رحلة معرفية تفصيلية تعرّفك على ماهية مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك EBITDA.
سوف نتحدث بشيء من التفاصيل عن خطوات حسابه بدقة، الفرق بينه وبين مؤشرات أخرى مثل EBIT، فوائده وحدوده، بالإضافة إلى كيفية الاستفادة منه عمليًا لدعم قراراتك الاستثمارية والإدارية.
مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA)
يرمز اختصار EBITDA إلى عبارة Earnings Before Interest, Taxes, Depreciation, and Amortization، أي “الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك”.
وهو مؤشر مالي يُستخدم لتقدير قدرة الشركة على تحقيق الأرباح من عملياتها التشغيلية بعيدًا عن تأثيرات التمويل والضرائب والعوامل المحاسبية مثل الاستهلاك والإهلاك.
ويمكن أن نبدأ هنا تعريف مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك والمعروف اختصارًا بـ EBITDA كونه هو أداة مالية هامة تستخدم لقياس أداء الشركة التشغيلي بشكل واضح وبعيد عن العوامل المحاسبية والمالية التي قد تؤثر على نتيجة الربحية النهائية.
ما هو مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA)؟
يعتبر من بين أهم الأدوات التحليلية التي برزت كمعيار رئيسي لقياس الكفاءة التشغيلية وربحية الشركات هو مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA) كمنهج عملي بحت يتجاوز التعقيدات المحاسبية والمالية التقليدية.
يُعنى هذا المقياس بتقييم صافي دخل الشركة عبر النظر إلى أدائها من زاوية العمليات التجارية الأساسية فقط، مع استبعاد العوامل المحاسبية التي قد تُشوّش الصورة الكلية للعمل مثل الفوائد والضرائب ونفقات الاستهلاك والإهلاك.
بالتالي، يوفر EBITDA رؤية حقيقة وعادلة بشكل أكبر عن مدى ربحية وكفاءة الشركة التشغيلية، مما يسمح بفهم أعمق للقدرة النقدية الفعلية للشركة.
وتزداد أهمية مقياس EBITDA في الأسواق المالية الحديثة بسبب سهولة استخدامه لمقارنة أداء الشركات عبر قطاعات متعددة، خاصةً تلك التي تخضع لمعدلات ضريبية مختلفة أو لديها استراتيجيات تمويل متنوعة.
ويُعتبر مقياس EBITDA مؤشرًا مهمًا في تقييم فرص الاستثمار، وتحديد القيمة السوقية للشركات، ودعم قرارات التمويل والتوسع.
بعبارة أخرى، يعبر هذا المقياس عن الأرباح التي تحققها الشركة من عملياتها الأساسية، قبل خصم التكاليف المتعلقة بالفوائد على الديون، الضرائب، واستهلاك الأصول المادية والمعنوية.
وبمعنى آخر، يساعد هذا المقياس على فصل الأداء الفعلي للنشاط التجاري عن العوامل الخارجية التي قد تؤثر في النتائج النهائية، مثل ديون الشركة أو التزاماتها الضريبية.
للمزيد عن:
الفرق بين ebit و ebitda
يمكن معرفة الفرق بين EBITDA (مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك) وebit (الأرباح قبل الفوائد والضرائب) من خلال الجدول التالي:
| وجه الاختلاف | ebit | ebitda |
| التعريف | الربح قبل الفوائد والضرائب. | الربح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك |
| كيفية الحساب | الإيرادات – نفقات التشغيل (باستثناء الفوائد والضرائب). | EBIT + الاستهلاك والإهلاك |
| ما يعكسه | الربحية التشغيلية للشركة. | التدفق النقدي للشركة، وقدرتها على الاستثمار في المستقبل. |
| النفقات غير العاملة | لا تؤخذ في الاعتبار (مثل: الاستهلاك، والإهلاك). | تُضاف إلى EBIT؛ لتقديم صورة أوضح للتدفقات النقدية. |
| الصناعات المناسبة | جميع الصناعات، خاصةً التي لا تعتمد على نفقات رأسمالية كبيرة. | الصناعات ذات النفقات الرأسمالية العالية، مثل: التصنيع والبناء. |
| الفائدة | يقدم صورة واضحة للربحية التشغيلية، ولكنه قد لا يعكس التدفقات النقدية الفعلية. | يقدم صورة أفضل للتدفق النقدي، ولكنه يمكن أن يكون مضللًا بعض الشيء؛ لأنه لا يعكس التدفقات النقدية الفعلية. |
| الاستخدام | يستخدم بشكل عام لتقييم الأداء التشغيلي الداخلي للشركة. | يستخدم بشكل خاص في الصناعات التي تتطلب استثمارات رأسمالية كبيرة. |

كيفية حساب EBITDA
المعطيات الأساسية لحساب EBITDA
لحساب EBITDA بدقة، نحتاج إلى أربعة معطيات رئيسة تتوفر عادة في السجلات المالية للشركة:
- الفوائد.
- الضرائب.
- الاستهلاك.
- الإهلاك.
مصادر المعطيات
- الفوائد والضرائب: يمكن العثور عليها في قائمة الدخل.
- الاستهلاك والإهلاك: يُحصل على بياناتها عادة من حواشي الأرباح التشغيلية، أو من بيان التدفق النقدي.
حساب EBITDA
يحتسب بإضافة نفقات الاستهلاك والإهلاك إلى EBIT، كما في الصيغة التالية:
- حساب EBITDA: الأرباح التشغيلية + الفوائد + الضرائب + الاستهلاك.
تعرف على المزيد عن:
مثال على مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك EBITDA
لنفترض أن لدينا شركة تحقق الإيرادات التالية:
- إيرادات: 80 مليون ريال سعودي.
- المصاريف العامة: 15 مليون ريال سعودي.
- تكلفة البضائع المباعة: 35 مليون ريال سعودي.
حساب الربح التشغيلي (Operating Profit)
- الربح التشغيلي = الإيرادات – المصاريف العامة – تكلفة البضائع المباعة.
- = 80 – 15 – 35 = 30 مليون ريال سعودي.
حساب الربح قبل الفوائد والضرائب (EBIT)
إذا كانت تكاليف الاستهلاك والإهلاك 7 مليون ريال سعودي؛ فإن:
- الربح قبل الفوائد والضرائب EBIT = الربح التشغيلي – الاستهلاك والإهلاك.
- حساب EBIT = 30- 7= 23 مليون ريال سعودي.
حساب الدخل قبل الضرائب (EBT)
إذا كانت الفوائد 3 مليون ريال سعودي؛ فإن:
- الدخل قبل الضرائب EBT =EBIT – الفوائد.
- EBT = 23 – 3 = 20 مليون ريال سعودي.
حساب صافي الدخل
إذا كانت نسبة الضرائب 20%:
- الضرائب = الدخل قبل الضرائب 20%.
- 20* 0.20= 4 مليون ريال سعودي.
- صافي الدخل = الدخل قبل الضرائب – الضرائب.
- = 20- 4 = 16 مليون ريال سعودي.
- حساب EBITDA = صافي الدخل + الفوائد + الضرائب + الاستهلاك والإهلاك.
- = 7 + 4+ 3+ 16 = 30 مليون ريال سعودي.
الجدير بالذكر أن مقياس EBITDA يعكس قدرة الشركة على تحقيق أرباح تشغيلية دون التأثر بالعوامل المحاسبية والتمويلية، وهو 30 مليون ريال سعودي في هذا المثال.
لماذا تحتاج الشركات إلى هذا المقياس؟
غالبًا ما تتنوع الشركات في هياكلها التمويلية وأساليبها المحاسبية، مما يجعل المقارنة بينها صعبة.
لكن باستخدام مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك، يمكن للمستثمرين والمحللين تقييم الكفاءة التشغيلية فقط دون أن تتأثر النتائج بالاختلافات في القروض أو الضرائب أو السياسات المحاسبية.
على سبيل المثال، شركتان تعملان في نفس المجال قد تحققان نفس الإيرادات، لكن واحدة تتحمل ديونًا كبيرة وأخرى لا.
في هذه الحالة، يمنحنا مقياس EBITDA نظرة عادلة ومحايدة على أدائها التشغيلي الحقيقي دون تحيّز لأي منهما.
لماذا يُعتبر مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب مهمًا؟
- رقْي عميق للأداء التشغيلي: يزيل تأثير المصاريف غير النقدية ويفصل أداء الشركة عن تأثير الديون والضرائب.
- مقارنة أفضل بين الشركات: يُستخدم لمقارنة الشركات بمختلف أحجامها وقطاعاتها دون تشويش بسبب اختلاف الهيكل التمويلي أو المعدلات الضريبية.
- قرارات استثمارية مستنيرة: يُمكّن المستثمرين من تقييم مدى كفاءة الشركة في إدارة عملياتها الأساسية وتحقيق أرباح عملانية.
الفرق بين الأرباح المحاسبية والأرباح التشغيلية
قد تظهر الشركة أرباحًا مرتفعة في قوائمها المالية، ولكن تلك الأرباح قد تكون نتيجة عمليات غير تشغيلية مثل بيع أصل أو استثمار خارجي.
أما مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك، فهو يركّز فقط على الأرباح الناتجة عن النشاط الأساسي للشركة مثل الإنتاج، أو البيع، أو تقديم الخدمات.
وهذا ما يجعل هذا المقياس من أهم المؤشرات في التحليل المالي الحديث، لأنه يعكس جودة الأرباح وليس فقط كميتها.
تعرف على المزيد عن:
أهداف ومزايا مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك
يُعتبر EBITDA مرآة لمدى كفاءة الشركة في تحقيق الأرباح من عملياتها الأساسية.
كلما كانت القيمة أعلى، دل ذلك على قدرة الشركة على توليد تدفقات نقدية قوية يمكن استثمارها في التوسع أو تسديد الديون أو تحسين الكفاءة التشغيلية.
لكن الأهم من ذلك هو تتبّع تطور هذا المقياس بمرور الوقت، إذ يساعد على تحديد اتجاه النمو الحقيقي للشركة ومدى استقرارها المالي.
تسعى الشركات اليوم إلى تحقيق توازنٍ دقيق بين الأرباح المستدامة والنمو طويل الأمد. وفي خضم هذا التحدي، يظهر مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA) كأداة مالية تمنح المديرين والمستثمرين نظرة واقعية على جودة الأرباح وكفاءة التشغيل.
فهو لا يُستخدم لمجرد حساب رقم في التقارير المالية، بل لتكوين فهمٍ عميق لمدى قدرة الشركة على توليد الدخل من أنشطتها الأساسية بعيدًا عن أي مؤثرات جانبية.
الهدف الرئيسي من مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك
يتمثل الهدف الجوهري من هذا المقياس في تقييم الأداء التشغيلي الصافي للشركة دون النظر إلى العوامل التمويلية أو الضريبية أو المحاسبية التي قد تُضعف وضوح الصورة المالية.
هو ببساطة يحاول الإجابة على سؤال جوهري لكل مستثمر أو مدير:
“هل تحقق الشركة أرباحًا حقيقية من نشاطها الأساسي أم أن أرباحها نتيجة عوامل خارجية مؤقتة؟”
على سبيل المثال، يمكن لشركة ما أن تُظهر أرباحًا مرتفعة في قوائمها المالية بسبب خفض الضرائب أو بيع أصل قديم، لكن عند حساب مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك، تظهر الصورة الحقيقية، لأنها تُبرز فقط ما تم تحقيقه من خلال العمليات اليومية للنشاط.
هذا يجعل المقياس أداةً مثالية لتحديد:
- الربحية الحقيقية من التشغيل الأساسي.
- كفاءة الإدارة في توظيف الموارد.
- القدرة على تحقيق تدفقات نقدية مستقرة.
كيف يساعد المقياس الشركات على فهم أدائها المالي؟
يمكّن مقياس EBITDA الشركات من فصل الأداء المالي عن التمويل والمحاسبة، أي أنه يتيح للمحاسبين والمديرين تحليل الأرباح من منظور تشغيلي بحت.
عندما يتم استبعاد الفوائد (المرتبطة بالقروض) والضرائب (التي تختلف من دولة إلى أخرى)، إلى جانب الاستهلاك والإهلاك (التي تُعد بنودًا محاسبية غير نقدية)، فإن ما يتبقى هو أداء النشاط الأساسي فقط.
على سبيل المثال:
إذا كانت إحدى الشركات الصناعية تسجل انخفاضًا في أرباحها السنوية بسبب زيادة الضرائب، فإن حساب EBITDA سيوضح إن كانت المشكلة في الأداء التشغيلي نفسه أم في العبء الضريبي.
بذلك يمكن للإدارة اتخاذ قرارات دقيقة لمعالجة أصل المشكلة.
مزايا مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك
لا يكتسب هذا المقياس شهرته من فراغ؛ بل لأنه يقدم مجموعة من المزايا المالية والتحليلية التي يصعب تجاهلها. إليك أبرزها:
1. تقييم موضوعي للأداء التشغيلي
يمكّن المقياس المستثمرين من تقييم أداء الشركات بشكل موضوعي وعادل، لأنّه يتجاهل تأثيرات التمويل والضرائب التي قد تختلف من شركة لأخرى.
هو بذلك يتيح مقارنة دقيقة بين الشركات داخل نفس القطاع، حتى لو اختلفت أوضاعها التمويلية أو مواقعها الجغرافية.
2. تبسيط قراءة البيانات المالية
في كثير من الأحيان، تكون القوائم المالية معقدة ومليئة بالتفاصيل التي تربك المستثمر العادي.
إلا أن مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك EBITDA يقدّم ملخصًا واضحًا وسهل الفهم يعكس قدرة الشركة على تحقيق الأرباح من أنشطتها الأساسية دون الحاجة إلى الغوص في الأرقام المعقدة.
3. إبراز التدفقات النقدية التشغيلية
من أكبر مزايا هذا المقياس أنه يقدّم صورة قريبة جدًا من التدفق النقدي الحقيقي الناتج عن النشاط التشغيلي.
هو يوضح كم من الأموال تولّدها الشركة من عملياتها اليومية، وهو ما يساعد على تقدير قدرتها على السداد والاستثمار.
4. تحسين عملية التقييم والاستثمار
يعتمد المحللون الماليون والبنوك والمستثمرون على مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك كأداة رئيسية في تقييم الشركات عند:
- تحديد قيمة الشركة السوقية العادلة.
- دراسة فرص الاستحواذ أو الاندماج.
- اتخاذ قرارات التمويل أو التوسع.
فهو مؤشر قوي على الربحية الجوهرية، وليس فقط الأرباح الظاهرة في التقارير.
5. إبراز مرونة الشركة التشغيلية
في فترات التراجع الاقتصادي، يمكن أن تظهر الشركات ذات EBITDA المرتفع ككيانات أكثر مرونة وقدرة على الصمود؛ لأنها تملك تدفقات نقدية قوية ناتجة من النشاط الحقيقي، مما يجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين والممولين.
كيف يساهم مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك في قياس الكفاءة التشغيلية؟
الكفاءة التشغيلية ليست مجرد خفض في المصروفات، بل هي قدرة الشركة على تحويل الإيرادات إلى أرباح تشغيلية حقيقية.
هنا يأتي دور مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك EBITDA، فهو يعكس مدى فعالية الشركة في إدارة مواردها وتشغيلها اليومي، ويُظهر بوضوح:
- نسبة الأرباح الناتجة من العمليات الأساسية.
- مدى كفاءة خطوط الإنتاج أو الخدمات المقدمة.
- مقدار الهدر في التكاليف التشغيلية.
فعندما ترتفع قيمة مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك بمرور الوقت دون زيادة كبيرة في الإيرادات، فهذا يعني أن الشركة تحسّن كفاءتها التشغيلية وتدير مصاريفها بذكاء.
متى يُستخدم مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك بشكل مثالي؟
يُستخدم هذا المقياس في عدة حالات عملية مهمة، منها:
- تقييم الشركات حديثة التأسيس
حيث يكون لدى الشركات الناشئة عادة مصروفات رأسمالية أو ديون أولية كبيرة، فيُعد هذا المقياس أفضل وسيلة لتقييم أدائها بعيدًا عن تأثير تلك المصاريف المؤقتة. - عند المقارنة بين الشركات داخل نفس القطاع
لأنه يعزل العوامل المختلفة مثل الفوائد والضرائب، فيتيح مقارنة عادلة بين شركات تعمل في نفس المجال لكن بظروف مالية متباينة. - في عمليات الاندماج والاستحواذ (M&A)
المستثمرون أو المشترون المحتملون يعتمدون على EBITDA لتحديد قيمة الشركة الحقيقية دون الحاجة إلى تعديل الأرقام لتشمل الضرائب أو التمويل. - في تقييم جدوى المشروعات الجديدة
يستخدم كمؤشر أولي لتحديد قدرة المشروع على تحقيق أرباح تشغيلية قبل الخوض في التكاليف الثانوية.
تعرف على المزيد عن:
علاقة مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك بثقة المستثمرين
كلما كانت الشركة قادرة على الحفاظ على مستوى مرتفع وثابت من الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك، زادت ثقة المستثمرين بها، لأن ذلك يشير إلى استقرار في عملياتها التشغيلية بغض النظر عن تقلبات السوق أو تغيرات الضرائب.
وفي المقابل، الانخفاض الحاد في هذا المقياس غالبًا ما يكون جرس إنذار يدل على ضعف الأداء أو ارتفاع المصاريف التشغيلية، ما يدفع المستثمرين إلى مراجعة قراراتهم.
لماذا يعتمد المستثمرون على هذا المقياس أكثر من غيره؟
لأنه ببساطة يقدّم صورة نظيفة للأداء الحقيقي دون أي مؤثرات جانبية.
عندما يرغب مستثمر في تقييم شركة ما، فإنه لا يهتم كثيرًا بالضرائب أو القروض، بل بما تحققه من أرباح تشغيلية خالصة.
لهذا السبب، أصبح مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك جزءًا أساسيًا من التحليل المالي لأي نشاط تجاري جاد.
يمكن القول إن مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك EBITDA هو أكثر من مجرد مقياس مالي؛ إنه مرآة حقيقية للأداء التشغيلي تساعد على فهم جوهر الأرباح بعيدًا عن التعقيدات المحاسبية.
عيوب وملاحظات مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك EBITDA
على الرغم من أن مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA) يعد أداة مهمة لتحليل الأداء التشغيلي للمؤسسات، فإنه لا يخلو من القيود والمآخذ التي قد تؤدي إلى تضليل القرارات المالية إن تم الاعتماد عليه بشكل منفصل.
فيما يلي أبرز العيوب والملاحظات التي يجب أخذها في الاعتبار:
1. تجاهل التكاليف الرأسمالية (Capital Expenditures)
من أهم الانتقادات الموجهة لـ EBITDA أنه لا يعكس النفقات الرأسمالية التي تحتاجها الشركات للحفاظ على عملياتها أو لتوسيعها، مثل شراء المعدات أو تطوير البنية التحتية.
الشركات الصناعية على سبيل المثال قد تُظهر أرباحًا تشغيلية مرتفعة عبر هذا المقياس، بينما في الواقع تنفق مبالغ ضخمة على الصيانة والتجديد لا تظهر ضمن حساباته.
بالتالي، قد يبدو أداء الشركة أفضل مما هو عليه فعليًا، مما يخلق انطباعًا زائفًا لدى المستثمرين.
2. إهمال الديون والتزامات التمويل
يتجاهل مقياس EBITDA أعباء الفوائد على القروض والديون، وهو ما يُعتبر خطرًا في القطاعات ذات المديونية العالية.
فقد تبدو شركة ما مربحة تشغيليًا وفق مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك، لكنها في الواقع تعاني من ضغط مالي كبير بسبب التزاماتها البنكية التي لا تظهر في التحليل.
من هنا، يرى بعض المحللين أن EBITDA وحده لا يعكس الملاءة المالية الحقيقية للشركات.
3. إغفال الضرائب وتأثيراتها
رغم أن الضرائب تختلف بين الدول والقطاعات، إلا أنها تمثل عبئًا نقديًا حقيقيًا لا يمكن تجاهله في تقييم الأداء المالي.
ومع أن إزالة أثرها من المقياس يساعد في المقارنة بين الشركات، إلا أن ذلك قد يُخفي أثر الكفاءة الضريبية والإدارة المالية داخل المؤسسة، ما يقلل من دقة التقييم في بعض الحالات.
4. عدم عكس التدفق النقدي الحقيقي
يُخطئ بعض المستثمرين حين يعتبرون EBITDA بديلًا عن التدفق النقدي (Cash Flow)، بينما في الواقع هناك فارق جوهري بين الاثنين.
فمقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك EBITDA لا يأخذ في الاعتبار التغيرات في رأس المال العامل (مثل الذمم المدينة والمخزون)، ولا المصروفات غير النقدية بخلاف الإهلاك، ما يجعله مؤشرًا محاسبيًا أكثر من كونه ماليًا نقديًا فعليًا.
5. سهولة التلاعب به من قبل الإدارة
يمكن للإدارة تعديل نتائج EBITDA من خلال إعادة تصنيف بعض البنود المحاسبية أو استبعاد تكاليف معينة باعتبارها “استثنائية”، مما يجعل النتائج أكثر إيجابية.
لهذا السبب، يحذر بعض المحللين من الاعتماد عليه منفردًا، خاصةً في التقارير التسويقية أو عروض المستثمرين، حيث قد يُستخدم لإظهار أداء مبالغ فيه.
6. لا يناسب جميع أنواع الشركات
يُعد مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك أكثر ملاءمة للشركات التي تعتمد على الأصول التشغيلية البسيطة مثل شركات الخدمات أو البرمجيات.
بينما يفقد دقته في القطاعات الرأسمالية الثقيلة مثل النفط والطيران والمرافق العامة، حيث تلعب الإهلاكات والنفقات طويلة الأجل دورًا رئيسيًا في الأرباح الفعلية.
كما أن الشركات الناشئة التي لا تزال في مرحلة الاستثمار المكثف قد تظهر بمؤشرات EBITDA سلبية رغم امتلاكها فرص نمو واعدة.
7. تجاهل مخاطر السوق والتقلبات المستقبلية
مقياس EBITDA يركّز فقط على الأداء التاريخي أو الحالي دون الأخذ في الاعتبار التقلبات المستقبلية مثل تغير أسعار الفائدة، أو تكاليف التمويل، أو الأزمات الاقتصادية.
وبالتالي، فهو لا يُستخدم لتوقع الأداء طويل المدى إلا بعد دمجه مع مؤشرات تحليلية أخرى مثل التدفقات النقدية الحرة (FCF) أو العائد على الأصول (ROA).
7. كيف يمكن استخدام EBITDA بفعالية دون الوقوع في الأخطاء؟
الطريقة المثلى ليست في تجنب استخدام مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك، بل في تحليله ضمن سياق متكامل يشمل مؤشرات أخرى، مثل:
- صافي الدخل بعد الضريبة (Net Income).
- التدفقات النقدية التشغيلية (Operating Cash Flow).
- نسب المديونية والسيولة.
- الربحية الصافية والعائد على الاستثمار (ROI).
كما يُفضل استخدام مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك كمؤشر للمقارنة بين الشركات داخل نفس القطاع وليس عبر قطاعات مختلفة، لأن طبيعة النفقات والإهلاك تختلف جذريًا من صناعة لأخرى.
أخيرًا، يجب على المحللين الماليين النظر في اتجاهات EBITDA عبر السنوات وليس في سنة واحدة فقط، لفهم مدى استدامة الأداء التشغيلي الحقيقي.
الأسئلة الشائعة حول مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك EBITDA
ما هو الهدف من استخدام EBITDA؟
يهدف مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك إلى قياس الأداء التشغيلي الخالص للشركة دون تأثير هيكل التمويل أو الضرائب أو الإهلاكات، مما يسمح بمقارنة عادلة بين الشركات من حيث الكفاءة التشغيلية.
هل يُعتبر EBITDA مقياسًا دقيقًا للربحية؟
ليس تمامًا. هو مؤشر جزئي يعكس الأرباح التشغيلية فقط ولا يُظهر الصورة الكاملة للربحية بعد خصم المصاريف المالية والضريبية والرأسمالية، لذلك يُستخدم عادة كمكمل لمؤشرات أخرى وليس بديلاً عنها.
ما الفرق بين EBITDA والتدفق النقدي؟
الفرق الأساسي أن التدفق النقدي يعكس الأموال الفعلية الداخلة والخارجة من الشركة، بينما EBITDA مقياس محاسبي يعتمد على الأرباح قبل البنود غير النقدية. بالتالي، قد تُظهر الشركة EBITDA مرتفعًا رغم ضعف تدفقها النقدي الحقيقي.
لماذا تفضله بعض الشركات في التقارير؟
لأنه يُظهر الشركة في صورة تشغيلية أنظف وأكثر جاذبية أمام المستثمرين، خاصة في العروض أو عند السعي لجذب تمويل. لكن يجب التعامل معه بحذر وفهم السياق المالي الكامل.
هل هناك مقياس بديل أكثر دقة؟
EBIT (الأرباح قبل الفوائد والضرائب): يعكس أثر الإهلاك لكنه يبقى دون احتساب التمويل والضرائب.
التدفق النقدي الحر (Free Cash Flow): يُعتبر الأدق لتقييم قوة الشركة في توليد السيولة بعد خصم جميع النفقات الرأسمالية.
يبقى مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك EBITDA مقياسًا مفيدًا ومحبوبًا من قبل المستثمرين والمحللين، لكنه لا ينبغي أبدًا أن يُستخدم بمعزل عن المؤشرات المالية الأخرى.
فهو يعطي لمحة عن الكفاءة التشغيلية، لكنه لا يجيب عن السؤال الأهم:
“هل الشركة قادرة فعلاً على توليد نقد كافٍ لتغطية التزاماتها ونموها المستقبلي؟”
لذلك، عند تحليل الأداء المالي لأي منشأة، يجب النظر إلى EBITDA كجزء من لوحة تحكم مالية متكاملة تشمل الأرباح الصافية، التدفقات النقدية، ونسب الرافعة المالية، لتكوين رؤية واقعية ومتوازنة عن الوضع الاقتصادي الحقيقي للشركة.
انضموا إلى مجتمعنا الملهم! اشتركوا في صفحتنا على لينكد إن و إكس أو تويتر لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات.
مع قيود، كل شيء يبدأ بخطوة… وخطوتك القادمة هي النجاح.






















