هل تعلم؟ يعد مؤشر داو جونز الصناعي من أقدم المؤشرات في العالم، بدأ عام 1896 بـ 12 شركة فقط، واليوم يضم 30 من أكبر الشركات الأمريكية المؤثرة في الاقتصاد العالمي.
هذا المقال يقدم نظرة موسوعية وعملية حول مؤشر داو جونز الصناعي، ابتداءً من تعريفه وتاريخه، مرورًا بآلية حسابه ومكوناته الحالية، وصولًا إلى علاقته المباشرة بالأسواق السعودية والمستثمرين المحليين.
كما يسلط الضوء على كيفية الاستفادة منه كأداة تحليلية لاتخاذ قرارات استثمارية أكثر أمانًا ونجاحًا، مع الإشارة إلى دور الحلول المحاسبية مثل قيود في تعزيز الامتثال والحوكمة المالية.
الاستثمار في الأسواق المالية العالمية ومؤشر داو جونز الصناعي
عندما نتحدث عن الاستثمار في الأسواق المالية العالمية، فإن أول ما يتبادر إلى ذهن المستثمرين غالبًا هو المؤشرات العالمية الكبرى التي تعكس حركة السوق وتوجهاته.
المؤشرات ليست مجرد أرقام على شاشات التداول، بل هي أدوات قياس دقيقة تساعد على فهم الاتجاهات الاقتصادية، واتخاذ قرارات استثمارية واعية.
في عالم مليء بالتقلبات المالية، تمثل المؤشرات البوصلة التي يسترشد بها المستثمرون لتقييم الأسواق العالمية، من نيويورك إلى الرياض.
ومن بين هذه المؤشرات، يحتل مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones Industrial Average) مكانة بارزة، فهو لا يعدّ مجرد مؤشر لسوق الأسهم الأمريكية فحسب، بل يُنظر إليه باعتباره معيارًا عالميًا لصحة الاقتصاد الأكبر في العالم، أي الاقتصاد الأمريكي.
المستثمرون في المملكة العربية السعودية، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات، يتابعون حركة هذا المؤشر باهتمام بالغ، لأنه يترك انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على قراراتهم الاستثمارية، خاصة مع تزايد الترابط بين الاقتصاد السعودي والأسواق العالمية.
وعلى الرغم من وجود مؤشرات عالمية أخرى مثل مؤشر S&P 500 ومؤشر ناسداك المركب، إلا أن داو جونز الصناعي يتميز بتاريخ طويل وارتباط وثيق بثقة المستثمرين.
مؤشر داو جونز الصناعي غالبًا ما يُذكر في وسائل الإعلام والنشرات الاقتصادية باعتباره المؤشر الأكثر رمزية عند الحديث عن وول ستريت أو الاقتصاد الأمريكي.
إذن، لماذا يحظى هذا المؤشر باهتمام عالمي بهذا الحجم؟
وكيف يرتبط بحركة الأسواق السعودية بشكل غير مباشر؟
للإجابة عن ذلك، نحتاج إلى فهم ماهية مؤشر داو جونز الصناعي وأسباب تسميته، وتاريخه الطويل الذي يمتد لأكثر من قرن.
ما هو مؤشر داو جونز الصناعي؟
مؤشر داو جونز الصناعي، أو كما يُعرف اختصارًا بـ DJIA، هو أحد أقدم وأشهر المؤشرات المالية في العالم.
يتكون من 30 شركة كبرى مدرجة في بورصة نيويورك (NYSE) أو بورصة ناسداك.
هذه الشركات لا تمثل الاقتصاد الأمريكي بأكمله، لكنها تضم قطاعات رئيسية مثل التكنولوجيا، الطاقة، الخدمات المالية، الرعاية الصحية، والصناعة.
تم ابتكار المؤشر لأول مرة عام 1896 بواسطة تشارلز داو (Charles Dow)، الصحفي الأمريكي الذي يُعتبر من رواد الصحافة الاقتصادية، وإدوارد جونز (Edward Jones)، المحلل المالي.
من هنا جاء اسم المؤشر: “داو” نسبة إلى المؤسس الأول، و”جونز” نسبة إلى شريكه.
الهدف الأساسي من إنشاء المؤشر كان قياس أداء أكبر الشركات الصناعية في الولايات المتحدة، ليكون أداة سهلة لمتابعة صحة الاقتصاد بشكل عام.
ورغم مرور الزمن وتغير طبيعة الاقتصاد (من اقتصاد صناعي إلى اقتصاد قائم على التكنولوجيا والخدمات)، إلا أن المؤشر حافظ على اسمه التاريخي “الصناعي”.
الفرق بين مؤشر داو جونز الصناعي وبقية مؤشرات داو
يجدر التنويه أن داو جونز الصناعي ليس المؤشر الوحيد الذي ابتكره “تشارلز داو”.
هناك أيضًا:
- مؤشر داو جونز للنقل (Dow Jones Transportation Average): وهو أقدم حتى من الصناعي، ويقيس أداء شركات النقل.
- مؤشر داو جونز للمرافق (Dow Jones Utility Average): يقيس أداء شركات الكهرباء والغاز.
لكن مؤشر داو جونز الصناعي يبقى الأشهر والأكثر متابعة على الإطلاق، لأنه يُعتبر بمثابة “الوجه الإعلامي” للأسواق الأمريكية.
تاريخ مؤشر داو جونز الصناعي
يمتد تاريخ المؤشر لأكثر من 125 عامًا، وهو مليء بالأحداث التي جعلت منه أحد أبرز المؤشرات في العالم:
1896: التأسيس بـ 12 شركة
تم إطلاق المؤشر لأول مرة في مايو 1896 وكان يتكون من 12 شركة فقط، معظمها شركات صناعية مثل السكك الحديدية، القطن، التبغ، الغاز، السكر.
وقتها كان الاقتصاد الأمريكي يعتمد بشكل كبير على الصناعة، وهو ما يفسر سبب تسمية المؤشر بـ”الصناعي”.
القرن العشرين: مواجهة الأزمات
خلال القرن العشرين، مر المؤشر بعدة أحداث تاريخية:
- الكساد الكبير 1929: شهد المؤشر انهيارًا ضخمًا حيث فقد أكثر من 80% من قيمته خلال الأزمة الاقتصادية العالمية.
- الحرب العالمية الثانية: المؤشر تأثر بتقلبات الحرب، لكنه تعافى سريعًا مع نمو الاقتصاد الأمريكي بعدها.
- أزمة النفط في السبعينيات: أثرت أسعار النفط المرتفعة على المؤشر بشكل واضح.
العصر الحديث: التكنولوجيا تدخل المشهد
مع تغير طبيعة الاقتصاد الأمريكي من الاعتماد على الصناعة الثقيلة إلى الخدمات والتكنولوجيا، بدأ المؤشر يضم شركات مثل آبل، مايكروسوفت، كوكاكولا، آي بي إم، مما جعل تركيبته أكثر تنوعًا.
اليوم، يمثل المؤشر معيارًا عالميًا يُستخدم لتقييم صحة الاقتصاد الأمريكي، ويُنظر إليه كـ”ترمومتر” للثقة الاقتصادية.
فإذا ارتفع المؤشر، يُفهم أن المستثمرين متفائلون بمستقبل الاقتصاد، وإذا انخفض، دل ذلك على وجود مخاوف أو أزمات.
ارتباط مؤشر داو جونز الصناعي بثقة المستثمرين عالميًا ومحليًا
المستثمرون حول العالم، بما فيهم في المملكة العربية السعودية، يتابعون تحركات داو جونز بدقة، لأنه يعكس المزاج العام للأسواق الأمريكية والعالمية.
على سبيل المثال:
- ارتفاع المؤشر قد يدفع المستثمرين في الأسواق الناشئة مثل السوق السعودي إلى المزيد من التفاؤل.
- انخفاض المؤشر قد يثير القلق ويدفع بعض المستثمرين إلى تجنب المخاطر.
حتى صناع القرار الاقتصادي في المملكة ينظرون إلى مثل هذه المؤشرات عند تقييم البيئة الاقتصادية العالمية، خاصة أن الاقتصاد السعودي مرتبط بشكل وثيق بأسعار النفط والاستثمارات العالمية.
مكونات وآلية احتساب وأهمية مؤشر داو جونز الصناعي
مكونات مؤشر داو جونز الصناعي اليوم
منذ تأسيسه في عام 1896 وحتى يومنا هذا، مرّ مؤشر داو جونز الصناعي بتغيرات كبيرة في تركيبته.
بينما بدأ بـ 12 شركة أمريكية صناعية فقط، يضم اليوم 30 شركة عملاقة تمثل نخبة الاقتصاد الأمريكي، وتشمل قطاعات متعددة تلامس حياة الناس اليومية بشكل مباشر.
- عدد الشركات المدرجة:
المؤشر يقتصر على 30 شركة فقط، وهو ما يميزه عن مؤشرات أخرى مثل S&P 500 الذي يضم 500 شركة.
لكن على الرغم من العدد المحدود، فإن الشركات المختارة تعكس بدقة مسار الاقتصاد الأمريكي وقطاعاته الحيوية. - أبرز القطاعات الداخلة في المؤشر:
- التكنولوجيا: يقودها عمالقة مثل Apple وMicrosoft، وهي اليوم العمود الفقري للمؤشر نظرًا لوزنها الكبير في الاقتصاد العالمي.
- الطاقة: من خلال شركات كبرى مثل Chevron، التي تعكس قوة قطاع النفط والغاز.
- الصناعات: ممثلة في Boeing وCaterpillar، وهما رمزان للصناعة الثقيلة والطيران.
- البنوك والخدمات المالية: مثل Goldman Sachs وJPMorgan Chase، التي تعكس دور المال والاستثمار في الاقتصاد.
- أمثلة على شركات مؤثرة داخله:
- Apple: قيمة سوقية هائلة وتعد من أكبر المساهمين في حركة المؤشر.
- Microsoft: لاعب رئيسي في قطاع البرمجيات والحوسبة السحابية.
- Boeing: رغم التحديات التي واجهتها، تبقى ممثلًا أساسيًا للصناعة الأمريكية.
- Goldman Sachs: أحد أهم البنوك الاستثمارية العالمية، وتؤثر تحركاته على الأسواق المالية.
هذه التركيبة تجعل المؤشر انعكاسًا دقيقًا للتوازن بين القطاعات الاقتصادية الكبرى، فلا ينحصر في قطاع واحد، بل يقدّم صورة بانورامية للاقتصاد الأمريكي.
آلية احتساب مؤشر داو جونز الصناعي
لفهم مؤشر داو جونز الصناعي لا بد من التعرف على طريقة احتسابه، فهي مختلفة عن أغلب المؤشرات الأخرى.
الطريقة الأساسية للحساب:
يعتمد المؤشر على متوسط أسعار الأسهم للشركات الثلاثين المدرجة، ولكن هذا المتوسط ليس بسيطًا؛ إذ يتم قسمته على ما يُعرف بـ المقسّم (Dow Divisor).
المعادلة المبسطة:
قيمة المؤشر= جموع أسعار الأسهم ÷ المقسّم
ما هو المقسّم Dow Divisor؟
المقسّم أداة حسابية يتم تعديلها بشكل دوري ليأخذ في الاعتبار عمليات التجزئة (Stock Splits) أو أي تغييرات هيكلية في الشركات المدرجة.
الهدف هو أن تبقى قيمة المؤشر متسقة وتعكس الأداء الحقيقي للشركات.
لماذا يختلف عن باقي المؤشرات؟
معظم المؤشرات مثل S&P 500 تعتمد على القيمة السوقية للشركة (Market Capitalization)، أي سعر السهم مضروبًا بعدد الأسهم.
أما مؤشر داو جونز الصناعي فيعتمد فقط على سعر السهم بغض النظر عن حجمه السوقي.
هذا يعني أن الشركات ذات الأسهم الأعلى سعرًا يكون لها تأثير أكبر، حتى لو كانت أصغر من حيث القيمة السوقية.
على سبيل المثال:
إذا ارتفع سهم شركة مثل Boeing (سعره مرتفع نسبيًا) أكثر من ارتفاع سهم شركة ذات قيمة سوقية أكبر لكن بسعر سهم منخفض، فقد يكون تأثير Boeing أكبر على المؤشر.
أهمية مؤشر داو جونز الصناعي للمستثمرين
لا يقتصر دور مؤشر داو جونز الصناعي على كونه مجرد رقم يوضح حركة السوق، بل يتجاوز ذلك ليصبح أداة أساسية لفهم الثقة الاقتصادية عالميًا ومحليًا.
- مرآة لثقة السوق الأمريكي:
يعتبر داو جونز المؤشر الأقدم والأكثر متابعة حول العالم. وعندما يرتفع، يُفسَّر ذلك غالبًا بأنه دلالة على تفاؤل المستثمرين في مستقبل الاقتصاد الأمريكي.
أما الانخفاضات الحادة، فترتبط عادةً بموجات القلق أو الأزمات الاقتصادية.
- له انعكاس على القرارات الاقتصادية حول العالم:
لا يقتصر تأثير المؤشر على وول ستريت فقط، بل تمتد نتائجه إلى جميع أسواق العالم.
في المملكة العربية السعودية، يراقب المستثمرون داو جونز باعتباره مؤشرًا على قوة الاقتصاد الأمريكي الذي يعد الشريك التجاري والاقتصادي الأبرز عالميًا.
تحركات المؤشر يمكن أن تؤثر على أسعار النفط، الاستثمارات الأجنبية، وحتى قرارات السياسات النقدية.
- مؤشر نفسي للمستثمرين (Investor Sentiment Indicator):
الكثير من المحللين يرون في داو جونز مؤشرًا نفسيًا أكثر من كونه اقتصاديًا.
فهو يعكس المزاج العام في الأسواق:
- الارتفاعات ← تفاؤل، شهية للمخاطرة، تدفق رؤوس الأموال.
- الانخفاضات ← خوف، تحفظ، انسحاب من الأسواق عالية المخاطر.
تأثير مؤشر داو جونز على الاقتصاد السعودي
ارتباط الأسواق السعودية بالاقتصاد العالمي
الاقتصاد السعودي، رغم قوته الداخلية فهو يتأثر بعوامل داخلية مثل (سياسات حكومية، أسعار النفط، رؤية 2030…).
وعلى الرغم من اعتماده على النفط كمورد أساسي، إلا أنه قد أصبح خلال العقدين الأخيرين أكثر انفتاحاً واندماجاً في الاقتصاد العالمي.
هذا الانفتاح جعل السوق المالية السعودية (تداول) تتأثر بشكل غير مباشر بالمؤشرات العالمية الكبرى مثل مؤشر داو جونز الصناعي.
على سبيل المثال: التحولات في أسعار النفط – والتي تعتبر شريان الاقتصاد السعودي – غالباً ما ترتبط بحركة الاقتصاد العالمي الذي يقيسه داو جونز وغيره من المؤشرات الأمريكية.
إذا أظهر المؤشر ضعفاً أو دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود، فإن ذلك قد يؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على الطاقة، وبالتالي التأثير على أسعار النفط وأرباح الشركات السعودية.
إضافة إلى ذلك، فإن جزءاً كبيراً من استثمارات الصناديق السيادية والمستثمرين السعوديين يكون مرتبطاً بالأسواق الأمريكية، مما يجعل متابعة تحركات داو جونز ضرورة استراتيجية لفهم التدفقات المالية العالمية.
كيف يتأثر سوق الأسهم السعودي (تاسي) بتحركات مؤشر داو جونز الصناعي؟
سوق الأسهم السعودي (تاسي) يعتبر اليوم أكبر سوق في الشرق الأوسط من حيث القيمة السوقية.
ومع ذلك، لا يمكن عزله عن حركة الأسواق العالمية، خاصة السوق الأمريكي.
- في حالات النمو الأمريكي:
عندما يسجل داو جونز قمماً جديدة، فهذا يعكس انتعاش الاقتصاد الأمريكي وزيادة ثقة المستثمرين العالميين.
هذا المناخ الإيجابي ينتقل إلى الأسواق الناشئة ومنها السوق السعودي، حيث يتزايد التفاؤل ويزداد حجم السيولة الداخلة. - في حالات الأزمات والانهيارات:
على سبيل المثال، خلال الأزمة المالية العالمية 2008، شهد داو جونز انهياراً حاداً انعكس فوراً على أسواق الخليج والسعودية بانخفاضات قياسية.
وهذا الترابط يظهر أن المستثمر الأجنبي ينظر للأسواق كمجموعة مترابطة، فإذا انسحب من داو جونز فإنه قد يسحب استثماراته من تاسي أيضاً. - في حالات التذبذب الحاد:
التراجعات أو الارتفاعات اليومية الحادة في داو جونز تؤدي عادة إلى رد فعل مباشر في تداول، حيث يسارع المستثمرون السعوديون إما للبيع لتقليل المخاطر أو للشراء اقتناصاً للفرص.
إشارات يلتقطها للمستثمر السعودي من متابعة مؤشر داو جونز الصناعي
متابعة مؤشر داو جونز لا تعني مجرد الاطلاع على الأرقام اليومية، بل هي وسيلة ذكية لقراءة مزاج السوق العالمي.
- إذا ارتفع داو جونز مع ارتفاع شركات التكنولوجيا: فهذا قد يعطي إشارة إيجابية لقطاع التقنية في السوق السعودي، الذي بدأ ينمو بقوة مع مبادرات التحول الرقمي ورؤية 2030.
- إذا تراجعت شركات الطاقة في داو جونز: يمكن أن تكون إشارة مبكرة لتقلبات في أسعار النفط، وبالتالي على شركات البتروكيماويات والطاقة في تاسي.
- إذا شهد داو جونز هبوطاً عاماً: فهذا قد يشير إلى موجة تصحيح عالمي، ما يدفع المستثمر السعودي لتبني استراتيجيات أكثر تحفظاً.
أمثلة عملية (هبوط داو جونز أثناء الأزمات ← أثره على السوق السعودي)
- أزمة 2008: عندما انهار داو جونز بأكثر من 30%، هبط مؤشر تاسي بنسبة قاربت 50% خلال نفس الفترة.
- جائحة كورونا 2020: مع تراجع داو جونز بأكثر من 3000 نقطة في يوم واحد (أكبر تراجع يومي في تاريخه آنذاك)، انعكس ذلك على تداول بانخفاضات قوية، رغم أن بعض القطاعات لاحقاً (مثل الاتصالات والتجزئة الإلكترونية) استفادت من التغيرات الاقتصادية.
- حرب أوكرانيا 2022: التقلبات الحادة في داو جونز أثرت على تاسي بشكل متباين، حيث ارتفعت أسهم الطاقة والبتروكيماويات مع ارتفاع أسعار النفط، بينما تراجعت قطاعات أخرى مرتبطة بالمستهلكين.
هذه الأمثلة تعكس الترابط العميق بين المؤشر الأمريكي والسوق السعودي.
الفرق بين مؤشر داو جونز الصناعي وغيره من المؤشرات
داو جونز vs ناسداك
الداو جونز: يضم 30 شركة فقط، تركز على الشركات الكبرى التقليدية مثل الصناعات والطاقة والبنوك.
الناسداك: يضم أكثر من 3000 شركة، ويُعتبر مؤشراً لقطاع التكنولوجيا والابتكار، إذ تحتل شركات مثل أمازون وأبل وتسلا مكانة محورية داخله.
من منظور سعودي: إذا كان المستثمر يبحث عن صورة عامة للاقتصاد الأمريكي الكلاسيكي، فداو جونز هو الخيار الأفضل.
أما إذا كان مهتماً بالتكنولوجيا والابتكار (وهو ما يتقاطع مع التحول الرقمي في المملكة)، فالناسداك يعكس هذا الاتجاه بشكل أدق.
مؤشر داو جونز الصناعي vs مؤشر S&P 500
- الداو جونز: يعتمد على أسعار الأسهم (Price-weighted).
- S&P 500: يعتمد على القيمة السوقية (Market-cap weighted) ويشمل 500 شركة.
من منظور سعودي: مؤشر S&P 500 يعكس الاقتصاد الأمريكي بصورة أوسع وأكثر تنوعاً، لكن داو جونز يبقى رمزاً تاريخياً ويُستخدم كمؤشر نفسي لثقة السوق.
متى يعتمد المستثمر السعودي على مؤشر داو جونز الصناعي؟
- عند متابعة حركة السوق العالمي بشكل سريع ومبسط.
- عند تقييم الاتجاهات الاقتصادية الكلية، خاصة في الصناعات التقليدية والطاقة.
- عند قياس الثقة العامة للمستثمرين، إذ أن داو جونز غالباً ما يُعتبر “ترمومتر السوق الأمريكي”.
أما عند الرغبة في تحليل أعمق وأكثر تفصيلاً للقطاعات المختلفة، فيُنصح بالمزج بين متابعة داو جونز وS&P 500 والناسداك.
مصادر رسمية لمتابعة مؤشر داو جونز الصناعي
حتى تكون متابعة داو جونز فعالة للمستثمر السعودي، لا بد من الاعتماد على مصادر موثوقة ورسمية، مثل:
- موقع بورصة نيويورك (NYSE): يقدم بيانات مباشرة عن أداء المؤشر والشركات المدرجة.
- موقع Nasdaq الرسمي: رغم أنه معني بالناسداك، إلا أنه يوفر أخباراً وتحليلات تشمل داو جونز أيضاً.
- موقع وزارة الاستثمار السعودية: يربط بين المستجدات الاقتصادية العالمية والفرص الاستثمارية في المملكة.
- منصة تداول السعودية: المرجع الرسمي للمقارنة بين حركة السوق المحلي والتأثيرات العالمية.
دور التقنية في اتخاذ قرارات استثمارية واعية
في عصر البيانات، لا يكفي الاعتماد على الأخبار العامة أو التحليلات التقليدية.
هنا يأتي دور الأنظمة التقنية مثل قيود المحاسبية التي تمنح المستثمر ميزة تنافسية من خلال:
- تحليل البيانات المالية: ربط التدفقات النقدية والأصول مع تحركات الأسواق العالمية مثل داو جونز.
- متابعة الأصول والإيرادات: توفير لوحات تحكم فورية تساعد على اتخاذ قرارات مدروسة.
- التكامل مع الفوترة الإلكترونية: بما يتماشى مع لوائح هيئة الزكاة والضريبة السعودية.
- تعزيز الشمول المالي: تمكين المستثمر من إدارة أعماله واستثماراته وفق أحدث الممارسات الرقمية.
بهذا تصبح متابعة مؤشرات مثل داو جونز جزءًا من عملية استثمارية متكاملة، لا مجرد متابعة للأخبار.
أسئلة شائعة (FAQ) عن مؤشر داو جونز الصناعي
هل يمكن للمستثمر السعودي شراء أسهم في مؤشر داو جونز الصناعي؟
نعم، يستطيع المستثمر السعودي الاستثمار بشكل غير مباشر في مؤشر داو جونز من خلال الصناديق الاستثمارية (ETFs) أو العقود المستقبلية المتداولة عالميًا مثل صندوق SPDR Dow Jones Industrial Average ETF (DIA).
هذه الأدوات متاحة عبر شركات الوساطة العالمية وبعض البنوك الاستثمارية.
هل المؤشر يتضمن شركات سعودية؟
لا، مؤشر داو جونز الصناعي يقتصر على 30 شركة أمريكية كبرى فقط ولا يتضمن شركات سعودية أو خليجية.
لكن المستثمر السعودي يتأثر به نظرًا لارتباط السوق المحلي بالأسواق العالمية.
ما هي أوقات التداول الخاصة بمؤشر داو جونز؟
يتم التداول في بورصة نيويورك (NYSE) وناسداك من الساعة 9:30 صباحًا حتى 4:00 مساءً بتوقيت نيويورك (من 4:30 مساءً حتى 11:00 مساءً بتوقيت السعودية).
كيف أتابع المؤشر بشكل مباشر من السعودية؟
يمكن متابعة المؤشر عبر:
- موقع NYSE الرسمي.
- منصات الأخبار المالية مثل Bloomberg و CNBC.
- تطبيقات التداول العالمية.
- للمقارنة مع السوق المحلي، يمكن الدخول إلى منصة تداول السعودية.
هل داو جونز الصناعي مؤشر مربح للتداول؟
المؤشر نفسه ليس أداة استثمار مباشرة، لكنه يعكس حركة السوق الأمريكي.
الربح يعتمد على اختيار الصناديق أو الأدوات المالية المرتبطة به، وإدارة المخاطر بشكل صحيح.
في النهاية، مؤشر داو جونز الصناعي ليس مجرد أرقام تتحرك على شاشات التداول، بل هو انعكاس مباشر لنبض الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
بالنسبة للمستثمر السعودي، فإن متابعته تمنح إشارات تحليلية مهمة تساعد على فهم حركة الأسواق وربطها بقرارات محلية أكثر وعيًا.
نصيحتنا في قيود المحاسبية لكل مستثمر: تعامل مع داو جونز كأداة لفهم الاقتصاد، لا كمرجع وحيد لاتخاذ قراراتك.
والآن ابدأ رحلتك المحاسبية الآن مع شركة قيود المحاسبية اليوم عبر الموقع الرسمي واشتركوا في صفحتنا على “تويتر – تيك توك – لينكدإن – انستغرام – يوتيوب” لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات في عالم المحاسبة والتمويل.
