هل تتسائل عن الأسباب حول ضرورة وأهمية تقديم إقرار ضريبة القيمة المضافة في المملكة العربية السعودية؟
المشاهد الآن لعالم الأعمال يدرك أن البيع والشراء وحساب الأرباح للا يكفي فحسب لتحقيق النجاح.
هناك واجبات نظامية ومحاسبية لا يمكن تجاهلها، وعلى رأسها إقرار ضريبة القيمة المضافة.
إذا كنت صاحب منشأة صغيرة أو متوسطة، أو حتى مستقلًّا تدير نشاطًا تجاريًا بسيطًا، فأنت على الأغلب سمعت بهذا المصطلح، وربما تساءلت:
ما هو الإقرار؟ هل هو نفسه دفع الضريبة؟ متى يجب تقديمه؟ وما الذي يحدث إذا نسيت أو تأخرت؟
الإجابة القصيرة هنا:
إقرار ضريبة القيمة المضافة هو تقرير دوري تُقدّمه للهيئة المختصة، يوضح حجم مبيعاتك ومشترياتك الخاضعة للضريبة، ويُستخدم لحساب الضريبة التي عليك دفعها، أو حتى التي يمكنك استردادها.
لكن، الإجابة الكاملة – وهي الأهم – تحمل في طياتها تفاصيل دقيقة قد تُحدث فارقًا بين امتثالك الكامل للنظام… أو تلقّيك لغرامة قد تثقل كاهلك دون أن تدري.
وهذا ما نتناوله اليوم في هذا المقال من خلال شركة قيود المحاسبية واحدة من أفضل الشركات المتخصصة في تقديم الحلول البرمجية والمحاسبية للأفراد والشركات والمؤسسات.
إقرار ضريبة القيمة المضافة في السعودية
تُعد السعودية من الدول الرائدة في تطبيق نظام ضريبة القيمة المضافة على مستوى المنطقة، بعد دخوله حيّز التنفيذ رسميًا في 1 يناير 2018 بنسبة مبدئية 5%، والتي رُفعت لاحقًا إلى 15%.
منذ ذلك الحين، أصبح إقرار الضريبة أحد المتطلبات الأساسية لأي منشأة مسجلة في النظام الضريبي.
وتكمن أهمية هذا الإقرار في كونه الأداة التي تتيح للجهات المختصة مراقبة الالتزام الضريبي للمنشآت، وضمان استقرار النظام المالي داخل المملكة.
من خلال إقرار ضريبة القيمة المضافة، تُقدّر الضريبة المستحقة على المبيعات والمشتريات، وتُحسب الفروقات، ويتم التحقق من مصداقية الفواتير والسجلات المحاسبية.
فكر في الأمر كأنك تقدم كشف حساب دوري للدولة حول نشاطك التجاري؛ يُظهِر مدى التزامك، ويمكّنك في المقابل من الاستفادة من بيئة اقتصادية شفافة ومستقرة.
علاقة إقرار ضريبة القيمة المضافة بالتحول الرقمي والامتثال الضريبي
ما يُميز النظام الضريبي السعودي اليوم، هو تحوّله المتسارع نحو الرقمنة.
هيئة الزكاة والضريبة والجمارك لم تعد تكتفي بالإقرارات الورقية أو العشوائية، بل وضعت منظومة إلكترونية متكاملة تتيح لكل منشأة تقديم إقرارها بدقة، من خلال بوابة إلكترونية موحدة.
هذا التحول الرقمي لم يأتِ من فراغ، بل هو جزء من رؤية المملكة 2030 التي تسعى لبناء قطاع أعمال متطور ومتفاعل مع التكنولوجيا.
إقرارك الإلكتروني أصبح جزءًا لا يتجزأ من مفهوم “الامتثال الضريبي الرقمي”، وهو ما يعني ببساطة أنك تؤدي واجبك وفقًا للمعايير النظامية، وفي الوقت المحدد، وبطريقة تتيح للدولة التأكد من صحة المعاملات ومكافحة التهرب الضريبي.
ولأن النظام الرقمي لا يرحم التأخير أو الأخطاء – بعكس الأنظمة الورقية القديمة – بات على المنشآت الصغيرة والمتوسطة أن تعي تمامًا ما يُتوقّع منها، ومتى، وكيف.
هذا الدليل ليس مجرد استعراض نظري؛ بل هو أداة عملية تُساعدك خطوة بخطوة على فهم كل ما يتعلق بـ”إقرار ضريبة القيمة المضافة” في السعودية لعام 2025.
نتعرف هنا على:
- ما هو الإقرار؟ ولماذا يختلف عن دفع الضريبة نفسه؟
- من هم المُلزَمون بتقديمه؟ وما هي المهل الزمنية لكل فئة؟
- كيف تُقدّمه إلكترونيًا بطريقة صحيحة؟
- ما هي الأخطاء الشائعة؟ وكيف تتجنب الغرامات؟
- وأهم من ذلك، كيف يمكن لأداة محاسبية مثل “قيود” أن توفر عليك الوقت والمجهود وتساعدك على الالتزام الكامل.
ما هو إقرار ضريبة القيمة المضافة؟
إقرار ضريبة القيمة المضافة هو تقرير دوري يُقدَّم إلكترونيًا إلى هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، يحتوي على تفاصيل العمليات التجارية التي قامت بها المنشأة خلال فترة زمنية محددة – سواء كانت مبيعات أو مشتريات – والتي تخضع لضريبة القيمة المضافة.
بمعنى آخر، هو كشف يُظهر كل ما تم بيعه أو شراؤه، مع تحديد الضريبة التي تم تحصيلها من العملاء أو دفعها للموردين، ليُحتسب في النهاية صافي الضريبة التي يجب سدادها أو استردادها.
قد يخلط البعض بين تقديم الإقرار الضريبي وبين سداد الضريبة نفسها، رغم أن بينهما فرقًا جوهريًا:
- الإقرار: هو الإفصاح والتصريح بالبيانات المالية التي جرت خلال فترة محددة، ويحتوي على تفاصيل المبيعات والمشتريات ونسب الضريبة.
- الدفع: هو تنفيذ العملية المالية نفسها، أي تحويل مبلغ الضريبة المستحقة إلى خزينة الدولة، عادةً من خلال نظام “سداد” أو التحويل البنكي.
لذلك، يمكن أن تُقدّم الإقرار أولًا، ثم تُسدّد الضريبة المستحقة لاحقًا، بشرط أن يكون كلا الإجراءين ضمن المدة المحددة قانونيًا لتجنّب أي غرامات.
دور إقرار ضريبة القيمة المضافة في حساب الضريبة المستحقة أو المستردة
تتجلى أهمية إقرار ضريبة القيمة المضافة في النظام حيث لا يفترض تلقائيًا أنك مدين للهيئة بضريبة محددة، بل يعتمد على ما تُصرّح به من بيانات:
- إن كانت الضريبة التي جمعتها من عملائك (ضريبة المبيعات) أكثر من الضريبة التي دفعتها إلى مورديك (ضريبة المشتريات)، فعليك سداد الفرق.
- أما إذا كانت الضريبة المدفوعة أكثر، فبإمكانك استرداد الفرق أو ترحيله للفترة المقبلة.
وهنا يأتي دور الإقرار في تقديم صورة شفافة للعمليات التجارية، ما يضمن التوازن المالي بين المنشآت والدولة، ويمنح كلا الطرفين الثقة المتبادلة المبنية على بيانات واضحة.
من الملزم بتقديم إقرار ضريبة القيمة المضافة في السعودية؟
حين يتعلق الأمر بضريبة القيمة المضافة، فإن مجرد امتلاك سجل تجاري أو تحقيق دخل معين من نشاط اقتصادي يُلزمك بتقديم الإقرار، حتى لو لم تكن لديك عمليات تجارية كبيرة.
الأمر ليس اختياريًا كما يعتقد البعض، بل تحكمه معايير واضحة أقرتها هيئة الزكاة والضريبة والجمارك لضمان عدالة النظام الضريبي وتطبيقه على الجميع.
المنشآت الملزمة بالتسجيل وتقديم الإقرار
يمكن تقسيم المكلفين إلى نوعين رئيسيين بحسب إجمالي الإيرادات السنوية:
- منشآت مسجّلة إلزاميًا
وهي المنشآت التي تجاوزت إيراداتها السنوية 375,000 ريال سعودي.
هنا، تُلزَم المنشأة بالتسجيل في نظام ضريبة القيمة المضافة إجبارًا، وتقديم الإقرار الضريبي في المواعيد النظامية المحددة (شهري أو ربع سنوي حسب حجم النشاط).
- منشآت مسجّلة اختياريًا
إذا كانت إيراداتك أكثر من 187,500 ريال وأقل من 375,000 ريال سنويًا، يمكنك التسجيل اختياريًا في النظام، وهذا يمنحك ميزة خصم ضريبة المدخلات، لكن بمجرد التسجيل – حتى لو كان اختياريًا – تُصبح ملزمًا بتقديم الإقرار الضريبي بنفس المتطلبات النظامية.
الأفراد والأنشطة التجارية الصغيرة
بعض الأفراد يظنون أن ضريبة القيمة المضافة تخص فقط “الشركات الكبيرة”.
لكن الحقيقة مختلفة.
إذا كنت تمارس نشاطًا اقتصاديًا مستقلًا (مثل التجارة الإلكترونية، أو تقديم خدمات استشارية، أو امتلاك متجر صغير)، وحققت إيرادات تندرج تحت الفئات السابقة، فأنت تُعد خاضعًا للضريبة، وتُلزم بتقديم الإقرار.
هذا يشمل حتى الأفراد العاملين بنظام “الفريلانسر” أو من يعملون عبر الإنترنت، طالما تجاوزت إيراداتهم الحد المطلوب، وتم تسجيلهم في النظام.
الشركات الأجنبية والجهات العاملة داخل المملكة
حتى الشركات التي ليس لها مقر داخل السعودية، لكنها تقدم خدمات أو تبيع منتجات داخل المملكة – سواء بشكل مباشر أو عبر منصات إلكترونية – فهي أيضًا ملزمة بتسجيل ضريبة القيمة المضافة وتقديم الإقرارات الدورية.
هذا ينطبق على كثير من الشركات الرقمية، أو المزودين الدوليين الذين لديهم عملاء سعوديون.
جدول توضيحي: متى يجب التسجيل وتقديم الإقرار؟
| نوع المكلف | الإيرادات السنوية | التسجيل | تقديم الإقرار |
| منشأة كبيرة | أكثر من 375,000 ريال | إلزامي | شهري أو ربع سنوي |
| منشأة متوسطة (مسجلة اختياريًا) | 187,500 – 375,000 ريال | اختياري | شهري أو ربع سنوي |
| فرد مستقل أو نشاط منزلي | إذا تجاوزت الإيرادات الحدود السابقة | بحسب الحالة | بحسب التسجيل |
| شركة أجنبية تقدّم خدمات في السعودية | أي مبلغ داخل السوق السعودي | إلزامي | بحسب حجم النشاط |
دورات ومواعيد تقديم إقرار ضريبة القيمة المضافة
بمجرد تسجيل منشأتك في نظام ضريبة القيمة المضافة، لن تُترك الأمور مفتوحة دون نظام.
هناك دورات محددة للإقرار، يجب تقديمه خلالها، وفق حجم الإيرادات السنوية، ما يُسهّل على الهيئة متابعة الالتزام، ويمنح كل منشأة الفرصة ترتيب وجاهزية.
الفرق بين الإقرار الشهري والربع السنوي
- الإقرار الشهري: يُطبَّق على المنشآت التي تتجاوز مبيعاتها السنوية 40 مليون ريال سعودي.
هؤلاء مُلزَمون بتقديم إقرار كل شهر ميلادي، أي 12 إقرارًا في السنة. - الإقرار الربع سنوي: يُطبَّق على المنشآت التي تقل مبيعاتها عن 40 مليون ريال.
تُقدّم الإقرارات في نهاية كل ربع: مارس، يونيو، سبتمبر، ديسمبر.
الهدف من هذا التصنيف هو التيسير على المنشآت الأصغر، وتقليل الضغط المحاسبي عليها، مع الحفاظ على الرقابة والامتثال الدوري.
الجداول الزمنية لتقديم الإقرار والسداد
لكل دورة إقرار، هناك مهلة محددة لتقديم الإقرار وسداد الضريبة:
- يجب تقديم الإقرار بنهاية الشهر التالي لانتهاء الفترة الضريبية.
- مثال:
- إقرار شهر يناير يجب تقديمه قبل نهاية فبراير.
- إقرار الربع الأول (يناير – مارس) يجب تقديمه قبل نهاية أبريل.
في حال تجاوزت الموعد المحدد دون تقديم الإقرار أو سداد الضريبة، تبدأ الغرامات بالتراكم تلقائيًا، وقد تواجه منشأتك قيودًا في الوصول إلى بعض الخدمات الحكومية أو البنكية.
الآن وقد تعرفت على من يجب عليه تقديم إقرار ضريبة القيمة المضافة، ومتى، وكيف يتم تصنيف المنشآت، أصبح بإمكانك تقييم موقف منشأتك بدقة وتحديد التزاماتك.
خطوات تقديم إقرار ضريبة القيمة المضافة إلكترونيًا
قد تكون فكرة تقديم إقرار ضريبي إلكترونيًا تبدو معقّدة للوهلة الأولى، لكن في الواقع، هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في السعودية سهّلت العملية بشكل كبير عبر منصة إلكترونية موحدة وسهلة الاستخدام.
هنا نأخذك خطوة بخطوة لتعرف كيف يمكن تقديم الإقرار بكل سهولة ودقة:
أولًا: تسجيل الدخول عبر بوابة هيئة الزكاة والضريبة
ابدأ بالدخول إلى الموقع الرسمي لهيئة الزكاة والضريبة والجمارك:
قم بتسجيل الدخول إلى حسابك باستخدام بيانات المنشأة، مثل رقم الهوية/السجل التجاري وكلمة المرور.
إذا كانت هذه أول مرة تستخدم فيها المنصة، ستحتاج إلى التسجيل كمكلف جديد، وهي عملية سريعة لا تستغرق سوى دقائق.
للمزيد يمكنك مشاهدة الفيديو عن طريقة تقديم إقرار ضريبة القيمة المضافة
ثانيًا: اختيار الفترة الضريبية وإدخال البيانات
بعد تسجيل الدخول، انتقل إلى “الخدمات العامة” ثم “الإقرارات”، واختر “ضريبة القيمة المضافة”.
تظهر لك قائمة بالفترات الضريبية المستحقة (شهرية أو ربع سنوية حسب حجم منشأتك)، قم باختيار الفترة التي تريد تقديم الإقرار عنها.
بعد ذلك، ستقوم بإدخال البيانات الأساسية، وهي تتعلق بمبيعاتك ومشترياتك خلال تلك الفترة.
هنا يجب أن تكون المعلومات دقيقة ومدعومة بسجلاتك المحاسبية والفواتير الإلكترونية التي قمت بإصدارها أو استلامها، لتجنب أي أخطاء قد تؤدي إلى غرامات أو ملاحظات من الهيئة.
ثالثًا: مراجعة النموذج وتقديم الإقرار
بمجرد الانتهاء من إدخال جميع البيانات، ستعرض لك المنصة نموذج الإقرار الضريبي بشكل تفصيلي، بما في ذلك:
- إجمالي المبيعات الخاضعة للضريبة.
- إجمالي المشتريات الخاضعة.
- الضريبة المستحقة أو القابلة للاسترداد.
قبل أن تضغط على زر “تقديم”، يُنصح بمراجعة الأرقام مرة أخرى بدقة. أي خطأ بسيط في هذه المرحلة قد يؤثر على مركزك الضريبي، وقد يؤدي إلى التزامات إضافية أو تأخيرات في الاسترداد.
وللمزيد عن تقديم إقرار ضريبة القيمة المضافة من خلال شركة قيود المحاسبية
رابعًا: طرق السداد
بعد تقديم الإقرار، ستصدر لك الهيئة فاتورة سداد تحتوي على رقم خاص بك وقيمة الضريبة المستحقة (إن وجدت).
يمكنك سداد الضريبة عبر طريقتين رئيسيتين:
- نظام سداد: من خلال حسابك البنكي باستخدام رقم الفاتورة.
- التحويل البنكي المباشر: إلى الحسابات المعتمدة لدى الهيئة مع توضيح رقم الفاتورة/الهوية الضريبية.
يُنصح دائمًا بالسداد خلال المدة المحددة لتجنب احتساب غرامات التأخير.
خامسًا: قائمة تحقق قبل الإرسال النهائي (Checklist)
وقبل أن تضغط على “تقديم”، إليك قائمة تحقق سريعة:
- هل قمت بمراجعة كل الفواتير والإيرادات والمشتريات خلال الفترة الضريبية؟
- هل تأكدت من صحة أرقام ضريبة المخرجات والمدخلات؟
- هل أرفقت كل ما يلزم من مستندات داعمة إن طُلب منك ذلك؟
- هل لديك نسخة احتياطية من النموذج والتقارير؟
- هل تم اعتماد النموذج من المسؤول المالي أو المحاسب قبل الإرسال؟
للمزيد عن إقرار ضريبة القيمة المضافة
استخدام هذه القائمة يوفّر عليك الكثير من العناء لاحقًا، خصوصًا إذا تم طلب مراجعة من الهيئة أو في حالة التدقيق المفاجئ.
مكونات نموذج الإقرار الضريبي
عند تعبئة الإقرار، ستلاحظ أن النموذج مكوّن من أقسام محددة تُغطي جميع أنواع المبيعات والمشتريات. فهم هذه المكونات يساعدك على تقديم بيانات دقيقة وخالية من الأخطاء.
إليك أبرز ما يتضمنه النموذج:
المبيعات الخاضعة بنسبة 15%
هذا هو القسم الأهم في الإقرار لأنه يضم جميع مبيعاتك الخاضعة لنسبة الـ15% من ضريبة القيمة المضافة.
قد تشمل:
- بيع المنتجات داخل السعودية.
- تقديم خدمات محلية للعملاء داخل المملكة.
يُطلب منك إدخال القيمة بدون الضريبة، ثم حساب قيمة الضريبة وإضافتها ومن المهم التمييز بين القيمتين لتجنب الإبلاغ الخاطئ.
الصادرات والمبيعات المعفاة
الصادرات خارج المملكة عادة ما تكون خاضعة بنسبة 0%، لكن لا يعني هذا أنك لا تُدرجها في الإقرار. بل يجب ذكرها كصادرات خاضعة بنسبة صفر.
كذلك، هناك بعض المبيعات التي تُعفى من الضريبة (مثل بعض أنواع التعليم أو الرعاية الصحية)، وهذه يتم إدخالها في خانة “المبيعات المعفاة”، لكن بشرط وجود دليل داعم مثل ترخيص الخدمة أو استثناء معتمد من الهيئة.
المشتريات بأنواعها
في هذا القسم تُدرج جميع المشتريات التي قمت بها خلال الفترة الضريبية، والتي دفعت عنها ضريبة مدخلات.
يتم تقسيمها عادة إلى:
- مشتريات محلية خاضعة للضريبة.
- خدمات مستوردة من الخارج.
- مشتريات خاضعة بنسبة صفر أو معفاة.
الهدف هنا هو احتساب الضريبة التي دفعتها أثناء الشراء (ضريبة المدخلات) والتي يمكنك المطالبة باستردادها إذا كان مجموع ضريبة المخرجات أقل منها.
حساب صافي الضريبة المستحقة أو القابلة للاسترداد
بعد إدخال كل البيانات السابقة، يأتي دور الحساب النهائي:
- إذا كانت ضريبة المخرجات (التي حصلتها من عملائك) أكبر من ضريبة المدخلات (التي دفعتها)، فأنت مدين للهيئة ويجب سداد الفرق.
- وإذا كانت ضريبة المدخلات أكبر، فلك حق استرداد الفرق أو ترحيله لفترة ضريبية لاحقة.
يظهر هذا الرصيد في نهاية نموذج الإقرار، مع خيار إما السداد أو طلب الاسترداد، حسب وضعك الضريبي.
كيفية تصحيح الإقرار أو تقديم إقرار صفري
حتى مع أقصى درجات الانتباه، قد يقع الخطأ في البيانات المرسلة ضمن الإقرار الضريبي.
أو قد تمر فترة ضريبية كاملة دون أي عمليات بيع أو شراء خاضعة للضريبة.
هنا تظهر الحاجة لفهم خيارين أساسيين: تصحيح الإقرار أو تقديم إقرار صفري.
متى يحق لك تعديل إقرار سابق؟
ببساطة، إذا اكتشفت أن هناك خطأ في أحد الإقرارات التي سبق وقدمتها—سواء في أرقام المبيعات أو المشتريات، أو في تفاصيل الضريبة المستحقة—فلك الحق في تعديل هذا الإقرار.
لكن بشرط: ألا تكون الهيئة قد بدأت بمراجعة أو فحص لهذا الإقرار.
بمجرد أن تبدأ الهيئة في مراجعة بياناتك، يصبح التعديل غير ممكن إلا بإجراءات إضافية وموافقات.
التصحيح يشمل:
- تعديل قيمة الضريبة المستحقة أو القابلة للاسترداد.
- إضافة أو حذف فواتير لم تكن مضمنة مسبقًا.
- تغيير تصنيف العمليات (مثلاً من خاضعة إلى معفاة أو العكس).
هل إقرار بلا معاملات يعفيك من التقديم؟
الإجابة باختصار: لا.
حتى لو لم تقم بأي عمليات خاضعة للضريبة خلال فترة معينة، فإنك مُلزم بتقديم ما يُعرف بـ “الإقرار الصفري”.
هذا إجراء ضروري للحفاظ على امتثالك الضريبي وتفادي الغرامات.
الهيئة لا تُعفي المكلف من التقديم لمجرد عدم وجود عمليات؛ بل تطلب أن تثبت ذلك عبر الإقرار.
الخطوات الإلكترونية لتصحيح الإقرار
إذا احتجت تعديل الإقرار، فإليك كيف تتم العملية إلكترونيًا:
- الدخول على بوابة هيئة الزكاة والضريبة.
- الانتقال إلى صفحة “الإقرارات المقدمة”.
- اختيار الإقرار المطلوب تعديله.
- الضغط على “تعديل الإقرار”.
- إجراء التعديلات المطلوبة على البيانات.
- مراجعة الإقرار المعدل وتقديمه من جديد.
أما الإقرار الصفري:
- تدخل على بوابة الهيئة.
- تختار “تقديم إقرار”.
- تملأ نموذج الإقرار بإدخال “صفر” في جميع الحقول المطلوبة.
- تراجعه وتقدمه بنفس الطريقة.
الغرامات والعقوبات عند التأخير أو الخطأ
هيئة الزكاة والضريبة لا تتساهل عندما يتعلق الأمر بالالتزام الضريبي.
هناك غرامات محددة وواضحة تطبَّق عند وجود تقصير، سواء في التأخير أو الأخطاء أو الامتناع عن التقديم.
الغرامات حسب نوع المخالفة:
- التأخير في تقديم الإقرار: غرامة تبدأ من 5% وتصل إلى 25% من قيمة الضريبة التي كان يجب الإفصاح عنها.
- عدم دفع الضريبة المستحقة في الوقت المحدد: تُفرض غرامة بنسبة 5% من الضريبة غير المدفوعة، وتزداد تدريجيًا حسب مدة التأخير.
- تقديم معلومات خاطئة أو مضللة: يمكن أن تؤدي إلى غرامة تصل إلى ثلاثة أضعاف قيمة الفرق بين الضريبة المحسوبة والصحيحة.
العقوبات الإضافية
إذا تكرر الخطأ، أو إذا ثبت وجود نية للتهرب أو الإخفاء، تُطبق عقوبات إضافية مثل:
- الحرمان المؤقت أو الدائم من بعض الحوافز أو التسهيلات.
- فرض رقابة مشددة على معاملاتك الضريبية.
- إدراج المنشأة ضمن قائمة “المخاطر العالية” لدى الهيئة.
الحرمان من الخدمات الحكومية
في بعض الحالات، يتسبب التهاون الضريبي في تعطيل أعمالك بشكل مباشر، إذ يمكن أن:
- يُوقف تجديد السجل التجاري.
- يُمنع إصدار شهادات الزكاة أو الضريبة.
- يُوقف الاستفادة من التراخيص والتصاريح الحكومية.
كل هذه العقوبات يمكن تفاديها بسهولة بالالتزام بالمواعيد والدقة في تقديم البيانات.
مبادرات الإعفاء من الغرامات الضريبية أحدث مستجدات الهيئة
في يونيو 2025، أعلنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك (ZATCA) تمديد مبادرة إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية لمدة ستة أشهر إضافية، بدءًا من 1 يوليو وحتى 31 ديسمبر 2025.
ما هي مبادرة الإعفاء من الغرامات الضريبية؟
تهدف مبادرة الإعفاء من الغرامات الضريبية إلى تمكين المكلفين من الأفراد والمنشآت من تصحيح أوضاعهم الضريبية دون تحمل غرامات التأخير أو الأخطاء، بشرط الالتزام بشروط محددة، مما يُعد فرصة ذهبية لإعادة التنظيم والامتثال بدون تكلفة إضافية.
تشمل المبادرة مجموعة من الأنظمة الضريبية التي تشرف عليها الهيئة، أبرزها:
- ضريبة القيمة المضافة وغرامات التسجيل المتأخر، تأخير تقديم الإقرارات، تأخير السداد، تصحيح الإقرار، ومخالفات الفوترة الإلكترونية.
- ضريبة التصرفات العقارية، السلع الانتقائية، ضريبة الاستقطاع، ضريبة دخل الشركات، والزكاة أيضًا ضمن نطاق مبادرة الإعفاء من الغرامات.
شروط الاستفادة من الإعفاء الضريبي
للتمكن من الاستفادة من مبادرات الإعفاء من الغرامات الضريبية يجب على المكلف:
- أن يكون مسجلًا في النظام الضريبي المعني، أو يقوم بالتسجيل خلال فترة المبادرة.
- تقديم كافة الإقرارات المستحقة والمتأخرة.
- الإفصاح بشكل صحيح عن الضرائب غير المفصح عنها سابقًا.
- سداد أصل الدين الضريبي كاملاً، أو تقديم طلب تقسيط معتمد والالتزام بمواعيد التقسيط.
- الالتزام بخطة التقسيط المعتمدة في حال اختيار التقسيط، وذلك لضمان استمرار الإعفاء حتى ما بعد انتهاء المبادرة.
ما لا يشمله الإعفاء
- الغرامات الخاصة بالتهرب الضريبي أو الجرائم الضريبية (مثل التزوير أو الاحتيال)، فهي تعالج قضائيًا وليست ضمن الإعفاء.
- الغرامات التي تم سدادها قبل بدء المبادرة.
- الغرامات المتعلقة بإقرارات يتوجب تقديمها بعد 30 يونيو 2025.
خطوات الاستفادة من مبادرات الإعفاء من الغرامات الضريبية
- تسجيل الدخول لحسابك في بوابة ZATCA والتأكد من التسجيل في النظام الضريبي المناسب.
- مراجعة الإقرارات غير المقدمة أو المتأخرة، وتصحيحها إذا لزم الأمر.
- سداد أصل الضرائب المستحقة أو تقديم طلب تقسيط قبل انتهاء مدة المبادرة.
- التزام كامل بخطة التقسيط المعتمدة، في حال الاختيار.
- الاحتفاظ بجميع وثائق التسجيل والتقديم والسداد والتقسيط كدليل في حال طلب مراجعة مستقبلية.
ملاحظات من قيود:
- المبادرة تمددت مسبقًا حتى 30 يونيو 2025، واستمرّت لفترة إضافية حتى نهاية 31 ديسمبر 2025.
- عدم الالتزام بأي من الشروط يؤدي إلى فقدان حق الإعفاء والخضوع للغرامات.
باختصار، إن كنت مكلفًا تأخرت في الالتزام الضريبي، أو ترغب في تصحيح وضعك دون غرامات، فهذه المبادرة الرسمية هي فرصتك القانونية المثالية لإنهاء أي التزامات سابقة براحة وشفافية، شريطة التقديم ضمن الإطار الزمني الصحيح وتلبية كل الشروط النظامية لضمان الاستفادة الكاملة.
كيف تساعدك قيود في إقرار ضريبة القيمة المضافة؟
الأنظمة اليدوية وجداول Excel لم تعد كافية في عالم اليوم السريع والمعقّد.
هنا يأتي دور “قيود”، البرنامج المحاسبي الذكي الذي لا يكتفي فقط بتنظيم حساباتك، بل يسهل عليك تقديم الإقرار الضريبي بدقة واحترافية.
أتمتة وتجميع البيانات بشكل دقيق
“قيود” يقوم بتجميع كل الفواتير والمشتريات والعمليات اليومية تلقائيًا، ويصنفها ضمن الأقسام المناسبة في الإقرار، ما يوفر جهدًا ووقتًا هائلين ويقلل فرص الخطأ.
تقارير جاهزة بنقرة واحدة
بضغطة واحدة، يمكنك استخراج تقرير الإقرار الضريبي الشهري أو الربع سنوي، مفصلًا حسب متطلبات الهيئة.
لا حاجة للبحث عن الفواتير أو مراجعة المعاملات يدويًا.
التذكير بالمواعيد وتجنّب الغرامات
يُرسل لك “قيود” تنبيهات دورية قبل حلول موعد تقديم الإقرار، ليمنحك وقتًا كافيًا للمراجعة والتقديم دون عجلة، ودون أن تنسى.
الربط المباشر مع متطلبات هيئة الزكاة
التقارير التي يصدرها “قيود” مُصممة لتتوافق بالكامل مع نموذج الإقرار المعتمد من هيئة الزكاة والضريبة، مما يسهل عملية النسخ أو التصدير وتقديم البيانات مباشرة.
أمثلة واقعية من مستخدمي “قيود”
- أحمد، صاحب متجر إلكتروني في الرياض: كان يواجه صعوبة شهرية في تجميع فواتير الشراء من الموردين. بعد استخدام “قيود”، أصبح يُخرج تقرير الإقرار في أقل من 10 دقائق.
- منى، مديرة شركة تصميم داخلي بجدة: كانت تتعرض لغرامات بسبب تأخير الإقرار. الآن تتلقى تنبيهات قبل الموعد، والإقرار يُرسل بعد المراجعة خلال يوم واحد.
باستخدام “قيود”، لا توفر فقط وقتك وجهدك، بل تضمن الالتزام الكامل بالقوانين وتحمي منشأتك من العقوبات والغرامات.
الأسئلة الشائعة حول إقرار ضريبة القيمة المضافة
حتى بعد قراءة كل التفاصيل، يبقى لدى الكثير من روّاد الأعمال والمحاسبين بعض الأسئلة المتكررة.
ولهذا، نقدم لك في هذا القسم إجابات وافية على أكثر التساؤلات التي تصلنا من أصحاب المشاريع في السعودية:
هل يمكن تقديم إقرار ضريبة القيمة المضافة وتعديله لاحقًا؟
نعم، يمكن تعديل الإقرار بعد تقديمه إذا اكتشفت أي خطأ أو سهو.
تسمى هذه العملية “تصحيح الإقرار”، وتتم عبر الدخول إلى بوابة هيئة الزكاة واختيار الإقرار السابق ثم طلب التعديل مع توضيح السبب.
لكن، يجب الانتباه إلى أن التصحيح لا يعفيك من الغرامات إذا كان التأخير ناتجًا عن إهمال أو خطأ جوهري.
هل هناك غرامة على الإقرار الصفري؟
لا توجد غرامة على تقديم إقرار صفري (أي إقرار بلا مبيعات أو مشتريات خاضعة للضريبة)، بشرط أن يتم تقديمه في الموعد النظامي.
لكن في حال التأخير، حتى لو لم تكن هناك معاملات، سيتم فرض غرامة تأخير لأن الإقرار واجب قانونًا في كل دورة ضريبية.
ما هو النظام الزمني المستخدم في تقديم الإقرار؟
النظام المتبع في السعودية هو التقويم الميلادي، وليس الهجري.
لذا، من المهم اعتماد التواريخ المالية وفق الأشهر الميلادية، ومتابعة الجدول الزمني الخاص بك بدقة لتجنب التأخير.
كيف أعرف إذا كنت مؤهلاً لتقديم الإقرار شهريًا أم ربع سنويًا؟
الأمر يعتمد على حجم إيراداتك السنوية. إذا تجاوزت إيراداتك 40 مليون ريال سعودي، فأنت ملزم بتقديم إقرارات شهرية.
أما إذا كانت أقل من هذا الرقم، فيمكنك تقديم الإقرار كل ثلاثة أشهر.
وتحدد الهيئة ذلك عند تسجيلك، لكن بإمكانك مراجعة حالتك عبر حسابك الإلكتروني في البوابة الضريبية.
في نهاية المطاف، إقرار ضريبة القيمة المضافة ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو مرآة لمدى التزامك المالي والتنظيمي.
كل تأخير أو إهمال قد يفتح بابًا لغرامات أو مخالفات أنت في غنى عنها.
لكن، على الجانب الآخر، كل خطوة صحيحة في طريق الامتثال الضريبي تقربك أكثر من النجاح والاستقرار المالي.
لا تتعامل مع الإقرار على أنه عبء، بل كفرصة لإعادة ترتيب أوراقك ومراجعة بياناتك.
اجعل من الأتمتة والمحاسبة الذكية أدواتك اليومية، ولا تضيع وقتك في الجداول اليدوية أو المتابعة العشوائية.
ابدأ اليوم مع “قيود المحاسبي”، حيث:
- تُجمَّع بياناتك تلقائيًا.
- تُجهَّز تقاريرك بكفاءة عالية.
- تُذكَّر بمواعيد الإقرار دون أن تُفاجأ.
- وتكون دائمًا على خط واحد مع متطلبات هيئة الزكاة.
التزامك الضريبي اليوم، هو أمانك المالي غدًا.
يمكنك الآن تجربة “قيود” مجانًا لفترة محدودة خلال [رابط تطبيق وبرنامج قيود]
كما يمكنك المشاركة في صفحتنا على “تويتر – تيك توك – لينكدإن – انستغرام – يوتيوب” لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات والحصول على فرصة للتعلم والتطوير في عالم المحاسبة والتمويل.