أثناء قراءتي لمراجعة كتاب بيتر فوغ “من ستة أشهر إلى ستة أرقام” الذي يعد ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعا، لفت انتباهي مقولة عبقرية له، تكمن عبقريتها في وضوحها وبساطتها، يقول فوغ : إذا خالطت خمسة أشخاص واثقين من أنفسهم، ستكون السادس، وإذا خالطت خمسة أذكياء، ستكون السادس، وإذا خالطت خمسة مليونيرات، ستكون السادس، وإذا خالطت خمسة أغبياء، ستكون السادس، وإذا خالطت خمسة مفلسين، ستكون السادس.
فوع خبير في ريادة الأعمال وبالتحديد في قيادة جيل الألفية، وقد درب أكثر من 4500 رائد أعمال بقصته الحقيقية عن التحول من الإفلاس إلى دخل من ستة أرقام في غضون ستة أشهر.
عن انتقاله من الإفلاس يقول فوغ: بصفتنا رواد أعمال، نعلم أن الحياة أشبه بقطار مليء بالغموض والفوضى، عندما تكون في خضمّ العمل والمهام، يصعب عليك رؤية طريق واضح للنجاح.
ويضيف فوغ: لا أحد يريد أن يكون مفلسا، ولا أحد يريد أن يُكافح، لكن هذا جزء من الحياة.
ويزيد: طرح الأسئلة الصحيحة، واتخاذ الإجراءات الصحيحة أثناء العمل، كفيل بتغيير كل شيء، وعندما كنت في أصعب أوقاتي، كنت مفلسا تماما، ولكن بعد ستة أشهر، كنت أكسب دخلا يفوق المليون، وما تطلبه الأمر لإحداث التغيير متاح للجميع، ويمكنني تلخيصه بالتالي:
الوضوح التام.. لا مكان الدور “الضحية”
عندما أتأمل أسوأ لحظات حياتي، أدركت أنني لم أكن أتحمل مسؤولية أي شيء، كنت ألعب دور الضحية، أُلقي باللوم على الاقتصاد مرة، وعلى شركتي مرة ثانية، وأحيانا على نقص الموارد.
سرعان ما أدركت أن تركيزي قد تلاشى، وأن ما أحتاج إلى تغييره هو نفسي، في اللحظة التي أدركت فيها ذلك، تحولت حياتي من التعقيد إلى البساطة.
الوضوح هو القوة المطلقة، وإذا كنت تريد نتائج لم تحصل عليها من قبل، فعليك أن تكون واضحا تماما بشأن أهدافك، وعندما تتحمل المسؤولية الكاملة عن واقعك الحالي يمكنك تغييره.
ويضيف: البساطة طريقة رائعة لإدارة عملك، وطريقة رائعة لإدارة حياتك، تخلص من الفوضى والضجيج في رأسك، واكتشف ماذا تريد، وما الذي يجب عليك التخلي عنه للوصول إلى هناك.
الثقة بالنفس ستنقلك إلى مستوى مرتفع
يحدث أمر مثير للاهتمام عندما تبدأ في اكتساب الوضوح، ثقتك بنفسك ستزيد تلقائيا، إذا لم تكن لديك الثقة، ستجد دائما طريقا للخسارة، ل ما تُنجزه قائم على ثقتك بنفسك وقدرتك على “الإنجاز” وكلما كبرت الأهداف، كبرت التحديات.
يجب أن تُدرك أنه في اللحظة التي تسعى فيها لتحقيق أهدافك الكبرى، ستظهر العقبات، إنها موجودة لاختبار شخصيتك وإيمانك، ولإثبات جديتك في تحقيق أهدافك، وتأكد أن “الشخص الأكثر ثقة دائما يفوز”.
عندما وضحت لي الخطوات اللازمة للنجاح، شعرتُ بارتفاع دافعي وطاقتي، وفي هذه الأيام، الأمان الوحيد الذي تملكه هو ثقتك بنفسك وقدرتك على تحقيق الأشياء.
تغيير دائرة تأثيرك
بمجرد أن تتضح لك هويتك وما تُريده، يجب عليك إعادة تقييم دائرة تأثيرك، بكل بساطة أنت تصبح نسخة ممن تصاحب، ومن الضروري أن يكون لديك قدوة ترفع من معاييرك، ولا تسمح لك بالرضا عن نفسك، القدوة أو المرشد يلعبون اللعبة بمستوى أعلى منك.
إذا خالطت خمسة أشخاص يمتلكون نفس الصفة، ستكون السادس، إنه أمر لا مفر منه.
مفهوم بسيط، لكنه يحدث فرقا في أدائك وعملك، لا توجد طريقة أسرع للوصول إلى قائمة الـ 5% الأعلى في مجال عملك من هذا. ومع ذلك، لا يفعل معظم الناس ذلك،
ويواصل فوغ: ستصبح شبيها جدا بالأشخاص الذين تقضي معهم معظم وقتك، ستشاركهم معتقداتهم، وأسلوب حياتهم، وستكون مواقفهم مُعدية، وبمجرد أن ترتقي بمستوى أقرانك، ستتبعك معاييرك.
اصنع طقوسك المثالية
كمية التوتر التي تواجهها في حياتك مرتبطة ارتباطا وثيقا بنقص الطقوس لديك! دون طقوس وعادات صحيحة، سيتعثر نموك على المدى الطويل.
كنتُ أعمل من 60 إلى 70 ساعة أسبوعيا، لكن لم يتغير شيء حتى بدأتُ أسأل نفسي: ما هي نسبة الـ20% من الأنشطة التي أحتاج إلى التركيز عليها والتي تُحقق 80% من نتائجي؟ ثم نظّمتُ جدول أعمالي وفقا لتلك الأولويات.
تكمن أعظم حكمة في الاختيار الذكي للأشياء التي لا يجب أن تأخذ دقيقة واحدة من وقتك، قل “لا” أكثر من “نعم”، ولا تكن عبدا لهاتفك الذكي، صمّم كل شيء بما يتناسب مع نمط الحياة الذي تريده، وليس لراحة الآخرين.
في الجزئية الأخيرة ورغم أن فوغ يتحدث عن الاقتصاد الأمريكي لكننا في “قيود” نراه ينطبق تماما على اقتصادنا السعودي، يختم فوغ كلامه: لم يسبق أن مرّ اقتصادنا بفترة أفضل من هذه لبناء حياتك المثالية، أشجعك على مواصلة تحدي نفسك، والسيطرة على مصيرك المالي، وإذا اخترت النمو اليوم، وظهرتَ أفضل مما كنتَ عليه بالأمس، فستُدهش نفسك بما يمكنك إنجازه، وسترى أنك أقرب بكثير إلى تحقيق دخل من ستة أرقام.
