للمرة الأولى منذ بدء نشر البيانات، أظهر البنك المركزي السعودي خلال نشرة يوليو التي صدرت قبل عدة أيام، الصرف الأسبوعي في كل مدينة سعودية واختار 62 مدينة ليظهر حجم الإنفاق فيها، بعد أن كان البنك يكشف البيانات بحسب المناطق الإدارية الـ 13 في المملكة، وهو ما كان يخفي مؤشرات هامة خلف عناوين المناطق الكبرى.
يسعدنا أن نكون في «قيود» أول من ينشر هذه البيانات لعملائنا وللمهتمين من رواد الأعمال والمستهلكين.
في نشرة سابقة ربما في منتصف 2022 أظهرنا نماذج من تحول أصحاب الأعمال إلى المحافظات الصغيرة ولا سيما تلك المحيطة بالمدن الكبرى، مثل الخرج وحريملاء ورماح المحيطة بالرياض، ورابغ وبدر والجموم القريبة من مكة المكرمة والمدينة المنورة.
قال لنا خبير اقتصادي آنذاك، إن تلك الأسواق وإن كانت ضعيفة من حيث القوة الشرائية لكنها لا تخلو من مميزات، رخص الإيجار التجاري وسهولة الحصول على موظفين خاصة السعوديين، وقلة المنافسين، وسهولة بناء علامة تجارية مؤثرة في المدينة وإيجاد ولاء لدى شريحة من العملاء.
وسنبدأ من حيث بدأ هو، أي من القوة الشرائية، ويمكن وضع الرياض كخط أساس يمكن المقارنة به، فهي دون شك كانت وستبقى في طليعة المدن التي ينفق سكانها الحصة الأكبر، واخترنا لكم أسبوع الذي سبق الرواتب وهو يمثل أضعف فترات الإنفاق الشهري ، وأسبوع الرواتب الذي يشهد النشاط الشرائي الأقوى.
زيادة بين 20 و 80% في الصرف خلال أسبوع الرواتب
الإنفاق الاستهلاكي خلال الأسبوع الذي أعقب صرف الرواتب (27 يوليو – 2 أغسطس 2025)، مقارنة بالأسبوع الذي سبقه (20 – 26 يوليو 2025)، زاد بنسبة تراوحت بين 20% ووصل أحيانا إلى زيادة كبيرة بنحو 80%.
الرياض في صدارة الإنفاق بأكثر من 5 مليارات ريال
مدينة الرياض تصدرت قائمة المدن السعودية من حيث الإنفاق الأسبوعي، بإجمالي بلغ 5 مليارات ريال بعد الرواتب، مقارنة بـ 4 مليارات ريال في الأسبوع الذي سبقه، محققة نموا بنسبة 24% وهذا ليس بمستغرب فالعاصمة مركز حيوي للنشاط الاقتصادي والاستهلاكي، وتستقطب حركة شرائية ضخمة تشمل مختلف القطاعات.
جدة والدمام ومكة
جاءت جدة في المرتبة الثانية، حيث ارتفع حجم الإنفاق من 1.7 مليار ريال إلى 2.1 مليار ريال، بنمو قدره 24%.
أما الدمام، فبلغت قيمة العمليات فيها 698 مليون ريال بعد الرواتب، مقابل 566 مليون ريال قبلها، بزيادة 23%.
أما في مكة المكرمة فقد ارتفع الإنفاق من 501 مليون ريال إلى 646 مليون بزيادة 29%.
المدينة والخبر وأبها
في المرتبة الخامسة، حلت المدينة المنورة بإنفاق تجاوز 632 مليون ريال مقارنة بـ 472 مليون ريال قبل الرواتب أي بزيادة 34%.
تلتها الخبر بإجمالي 1.85 مليار ريال بعد الرواتب، مرتفعة من 1.38 مليار ريال (34%)، في حين سجّلت أبها 2.51 مليار ريال وهي بلا شك مدعومة بقوة الموسم السياحي، بعد أن كانت 2.01 مليار ريال، بنسبة نمو بلغت 25%.
الطائف وخميس مشيط والخبر ضمن القائمة
دخلت مدن مثل خميس مشيط والطائف والخبر ضمن قائمة أعلى المدن إنفاقا، حيث بلغ الإنفاق في الطائف في أسبوع الرواتب 484 مليون ريال مقارنة بـ 326 مليون ريال بزيادة كبيرة بلغت 49%.
أما خميس مشيط فبلغ الإنفاق فيها 415 مليون مقارنة بـ 294 مليون ريال في الأسبوع السابق (41%)، بينما ارتفع الإنفاق في الخبر من 330 مليون ريال إلى 400 مليون ريال أي بزيادة 21.
بريدة جاءت في المركز التاسع بإنفاق 366 مليون ريال مقارنة بـ 280 مليون في أسبوع ما قبل الرواتب بزيادة 31%.
أبها مدعومة بالموسم السياحي القوى سجلت إنفاقا يبلغ 302 مليون ريال في أسبوع الرواتب مقارنة بـ 210 مليون ريال بزيادة 44%.
أما تبوك فبلغ الإنفاق فيها 299 مليون ريال مقارنة بـ 196 مليون ريال بنمو 52% وهي من أعلى المدن التي ظهر فيها التفاوت في الصرف بين أسبوع الرواتب وما يسبقه.
كما سجّلت حائل نموا كبير يصل لـ 50% حيث ارتفع حجم العمليات من 184 مليون ريال إلى 277 مليار ريال، ما يضعها ضمن المراكز المتقدمة في قائمة المدن الأعلى إنفاقا.
جازان والهفوف وحفر الباطن ونجران تكمل المراكز الـ15 الأولى
وفي جازان، بلغ الإنفاق 197 مليون ريال، مرتفعا من 131 مليون ريال(50%).
أما نجران فقد بلغ الإنفاق فيها 194 مليون ريال في أسبوع الرواتب مقارنة بـ 138 مليون قبله بزيادة 41%.
وسجّلت الهفوف (الأحساء) إنفاقا بلغ 158 مليون ريال مقارنة بـ 119 مليون ريال في الأسبوع الذي يسبقه (33%)
شهدت حفر الباطن ارتفاعا ملحوظا من 109 مليون ريال إلى 167 مليون ريال (53%)، لتكون واحدة من أسرع المدن الكبرى نموا.
المدن الصغيرة الأكثر انكشافا على الرواتب
كانت المدن الصغيرة أكثر تأثرا بأسبوع الرواتب مقارنة بغيرها، أحد رفيدة، والليث، وبيش، والقريات، ورفحاء على سبيل المثال زاد الإنفاق فيها في أسبوع الرواتب 88% و 75% و 69% و 68% و 67% على التوالي، مقارنة بالأسبوع السابق.
مدن الشرقية الأقل تأثرا
أما مدن المنطقة الشرقية فقد كانت الأقل تأثرا بأسبوع الرواتب مقارنة بغيرها، إذ اختلف الإنفاق بنسب بسيطة بلغت في القطيف بـ 18% وسيهات بـ 18% والجبيل بـ 19% والخبر بـ 21% والظهران بـ 21%.
رغم الارتفاع العام في حجم الإنفاق على مستوى معظم مدن المملكة بعد صرف الرواتب، جاءت بعض المدن في ذيل قائمة الإنفاق من حيث إجمالي قيمة العمليات المنفذة، فقد سجّلت مدن مثل الدرب، ثادق، العيينة والجبيلة، النبهانية، ضرما، العويقيلة، مرات، حريملاء، تمير، والمزاحمية إنفاقا يقل في كل منها عن 50 مليون ريال خلال أسبوع ما بعد الرواتب، وهي أرقام تعكس محدودية النشاط التجاري مقارنة بالمدن الكبرى والمتوسطة.






















