الأرباح المحتجزة: ما هي وكيفية حسابها؟

ما هي الأرباح المحتجزة وكيفية حسابها؟

شارك هذا المحتوي

وقت القراءة 5 دقائق

 

تخفق الأرباح المحتجزة في متاهات الأعمال التجارية، كأنها كنوز مدفونة في قلب الشركات، تنتظر بصبر حكيم لتُكتشف وتُستخدم بذكاء، وهي تلك الأرباح التي تنام في الظلام، وتنمو بلا توقف، وتتراكم دون أن يلاحظها الكثيرون، وقد يتساءل البعض: ما هي هذه الأرباح المحتجزة؟ وكيف يمكن حسابها؟ لنعتبر لحظةً أن الشركة هي حقلٌ زراعي، يزخر بالثمار المتنوعة والنباتات الفاتنة؛ إذًا فالأرباح المحتجزة هي تلك الثمار الناضجة التي لم تُحصد بعد رغم أنها جاهزة للقطف، والجدير بالذكر أن حساب تلك الأرباح يتطلب نظرة استباقية وقدرة على رؤية المستقبل بعيون متجذرة في الحاضر، وفي هذا المقال سنتعرف على أسهل طريقة لحسابها، كما ستعلم أولًا ما هي؛ لذا تابع معنا. 

ما هي الأرباح المحتجزة؟ 

البعض يتساءل: هل الأرباح المبقاة هي الأرباح المحتجزة؟ بالتأكيد نعم، وهما الجزء من أرباح الشركة التي لم توزع على المساهمين في صورة توزيعات نقدية، أو توزيعات أسهم، وبدلاً من ذلك، تُحتجز هذه الأرباح داخل الشركة لأغراض مستقبلية، مثل: الاستثمار في النمو والتوسع، سداد الديون، إنشاء احتياطيات مالية، أو تمويل مشاريع جديدة.

ما هي مزايا الأرباح المحتجزة؟ 

تُعد الأرباح المحتجزة من العناصر المالية المهمة للشركات، إذ تمثل مصدرًا قويًا لتمويل النشاطات التجارية والاستثمارات المستقبلية، وتتميز بمجموعة من المزايا التي تجعلها خيارًا مفضلًا للشركات عند البحث عن تمويل داخلي، ومن أهم تلك المميزات ما يلي:

توفر مصدر تمويل داخلي

تُعد مصدرًا ماليًا متاحًا للشركة بدون الحاجة إلى إصدار أي سندات، أو طلبات قروض من الجهات الخارجية؛ وبالتالي هذا يعني أن الشركة يمكنها استخدام هذه الأرباح في تمويل مشاريع جديدة، أو توسيع النشاط التجاري، أو حتى تمويل الأبحاث والتطوير دون الحاجة إلى دفع فوائد، أو تكاليف إضافية.

تجنب تكاليف الاقتراض

باستخدام الأرباح المبقاة في تمويل الشركة؛ لا تضطر الشركة إلى اللجوء إلى الاقتراض من البنوك أو الجهات المالية الأخرى؛ وبالتالي فإنها تتجنب دفع فوائد الديون، ورسوم الاقتراض؛ مما يؤدي إلى تحسين هامش الربحية الصافية للشركة.

الاستفادة من العائد على الاستثمار

بدلًا من توزيع كل الأرباح على المساهمين، يمكن للشركة استخدام ذلك النوع من الأرباح في الاستثمار في مشاريع أو أصول تولد عائدًا مستقبليًا، هذا يعني أن الشركة يمكنها الاستفادة من العائد على الاستثمار الداخلي؛ مما يؤدي إلى زيادة قيمة الشركة على المدى الطويل، وتحقيق مزيد من النمو والاستقرار المالي.

تسديد الديون وتعزيز الثقة

باستخدام الأرباح المحتجزة في تسديد الديون المستحقة؛ يمكن للشركة تحسين هيكل رأس المال، وتخفيض مستوى الديون المستحقة؛ وبالتالي فإن الشركة تصبح أكثر استقلالية مالية، وتعزز ثقة المستثمرين والدائنين في قدرتها على تلبية التزاماتها المالية.

كيف يتم احتساب الأرباح المحتجزة؟ 

يُحتسب ذلك النوع من الأرباح بتجميع عدة عناصر مهمة في القوائم المالية للشركة، سأشرح لك هنا الطريقة، والتي تتمثل فيما يلي:

الأرباح المحتجزة سابقًا في بداية الفترة المحاسبية (الأرباح المرحلة)

يعد هذا المبلغ هو الأرباح التي تراكمت من الفترات المحاسبية السابقة ولم توزع بعد، إذ يمكن العثور على هذا المبلغ في قائمة الأرباح المبقاة في القوائم المالية السابقة للشركة.

صافي الدخل (صافي الربح أو الخسارة)

يُحتسب صافي الدخل بطرح كل المصروفات من إجمالي الإيرادات لفترة المحاسبة، فإذا كانت الشركة حققت ربحًا خلال الفترة المحاسبية؛ فإن هذا الربح يضاف إلى الربح المحتجز، وإذا كانت الشركة تكبدت خسارة؛ فإن هذه الخسارة تخصم من الربح المحتجز. 

التوزيعات النقدية وتوزيعات الأسهم

إذا قامت الشركة بتوزيع أرباح على المساهمين في شكل نقدي، أو توزيع أسهم إضافية؛ فإن هذه التوزيعات تخصم من الأرباح المحتجزة، إذ تكون التوزيعات النقدية عبارة عن المبالغ المدفوعة للمساهمين كأرباح نقدية، وتوزيعات الأسهم هي الأسهم الإضافية التي وُزِّعت على المساهمين.

باختصار

بناءً على ما سبق، يمكن حساب الأرباح المبقاة باستخدام الصيغة التالية:

إجمالي الأرباح المحتجزة = الأرباح المرحلة + صافي الربح أو الخسارة – التوزيعات النقدية وتوزيعات الأسهم. 

العوامل التي تؤثر على الأرباح المبقاة

تُعد الأرباح المبقاة أحد العناصر المالية الأساسية للشركات، وتلعب دورًا مهمًا في تعزيز القدرة التمويلية والاستثمارية للشركة، والجدير بالذكر أن هناك عدة عوامل تؤثر على حجم وتوزيع الأرباح المبقاة للشركة، بما في ذلك ما يلي: 

إدارة الديون

تلعب إدارة الديون دورًا في تحديد حجم الأرباح المبقاة للشركة، فإذا كانت الشركة تحمل ديونًا كبيرة، وتدفع فوائد عالية على هذه الديون؛ فمن المرجح أن يكون لديها أقل قدرة على تراكم الأرباح المحتجزة، وذلك لأن جزءًا من الأرباح يستخدم لسداد الديون، ودفع فوائدها. 

على الجانب الآخر، إذا كانت الشركة تحمل ديونًا منخفضة، وتدفع فوائد منخفضة؛ فقد يزيد حجم الأرباح المبقاة. 

سياسة توزيع الأرباح

تعد سياسة توزيع الأرباح التي تعتمدها الشركة أحد العوامل المؤثرة على الأرباح المحتجزة، فإذا كانت الشركة تعتمد سياسة توزيع أرباح مرتفعة؛ فمن المرجح أن يكون حجم الأرباح المبقاة أقل، إذ توزع الأرباح على المساهمين بشكل كبير. 

على الجانب الآخر، إذا كانت الشركة تعتمد سياسة توزيع أرباح منخفضة؛ فقد يكون لديها أرباح مبقاة أكبر.

الربحية

تعد الربحية أحد العوامل الرئيسة التي تؤثر على حجم الأرباح المبقاة للشركة، فإذا كانت الشركة تحقق أرباحًا عالية ومستدامة؛ فمن المرجح أن تكون لديها أرباح مبقاة أكبر.

بالتالي فإن الشركة قد تستخدم هذه الأرباح في تمويل مشاريع جديدة، أو توزيعها على المساهمين.

النفقات الرأسمالية

تعد النفقات الرأسمالية التي تقوم بها الشركة لتوسيع أو تطوير أعمالها عاملًا مؤثرًا على الأرباح المبقاة، فإذا قامت الشركة بالاستثمار في مشاريع رأسمالية كبيرة؛ فمن المرجح أن تستخدم الأرباح المبقاة في تمويل هذه المشاريع؛ مما يؤدي إلى انخفاض حجم الأرباح المحتجزة.

على العكس، إذا قلت النفقات الرأسمالية؛ فقد يزيد حجم الأرباح المحتجزة.

قيود الأرباح المبقاة

تُعد الأرباح المحتجزة أحد العناصر المالية المهمة للشركات، وتعكس الجزء غير الموزع من الأرباح التي تحققت، ومع ذلك هناك عدة قيود وتحديات تواجه الشركات في استخدام وتوزيع ذلك النوع من الأرباح، ومن أهم تلك القيود ما يلي:

التدفق النقدي المقيد

قد يواجه الشركات تحديًا في تحويل الربح المحتجز إلى تدفق نقدي فعلي، فعلى الرغم من أن الشركة قد تحقق أرباحًا على أساس المبيعات والأرباح المحتجزة؛ إلا أنها قد تواجه صعوبة في توفير التدفق النقدي اللازم لتمويل أنشطتها، مثل: توسيع الأعمال، والاستثمار في مشاريع جديدة.

من أجل ذلك يتعين على الشركات تحقيق توازن بين توزيع الأرباح واحتفاظ بمستوى كافٍ من التدفق النقدي؛ لضمان استدامة أعمالها.

توقعات السوق المتغيرة

تعد توقعات السوق وظروف الأعمال المتغيرة أحد قيود الأرباح المحتجزة، ففي حالة وجود توقعات سلبية للسوق، أو تراجع في الطلب على منتجات الشركة؛ قد يكون من الأفضل استخدام الربح المحتجز للتعامل مع هذه الظروف، مثل: تقليص التكاليف، أو الاستثمار في تحسين العمليات؛ وبالتالي يمكن أن يتأجل توزيع الربح المحتجز، أو يُخفَّض في مثل هذه الأحوال.

تكاليف الفرصة

تعد تكاليف الفرصة أحد العوامل المهمة التي يجب أن تأخذها الشركات في الاعتبار عند اتخاذ قرارات بشأن استخدام الأرباح المبقاة، فعندما تستخدم الأرباح المبقاة في تمويل مشاريع جديدة أو استثمارات؛ فإن هناك فرصة مفقودة لاستخدام تلك الأموال بطرق أخرى، مثل: توزيع أرباح إضافية للمساهمين، أو تسديد الديون. 

من أجل ذلك، يتعين على الشركات تقييم تكاليف الفرصة المحتملة، والعوائد المتوقعة للاستثمار قبل اتخاذ قرار بشأن استخدام الأرباح المبقاة أو ما تسمى بالأرباح المحتجزة. 

في الختام

يجب أن نتذكر أن الأرباح المحتجزة ليست مجرد أرقام على ورقة مالية، بل هي فرصة للتميز والنمو والتفوق، إذ إنها شعلة تضيء طريق الشركات نحو مستقبل واعد ومزدهر، بالإضافة إلى أنها المورد الثمين الذي قد يكون مفتاح النجاح والاستدامة للشركات، كما أنها فرصة لتحقيق الابتكار والتفوق، وتحقيق أرباح أكبر ونمو مستدام، ولكي تتمكن الشركات من حسابها؛ يجب أن تتبنى رؤية استباقية، وتستخدم الأدوات الإبداعية لاستكشاف المجالات الجديدة، وتحقيق الابتكار، إذ يتطلب ذلك تحليلًا دقيقًا للعمليات، وتحديد الفجوات والفرص التي لم تستغل بعد، ولا تنسَ أنه قد يتطلب حساب ذلك النوع من الأرباح أيضًا تغييرًا في العقلية، وثقافة المؤسسة، إذ يجب أن يُشجّع الابتكار والتفكير المبتكر في جميع مستويات المنظمة. 

 

إن الأرباح المحتجزة هي المورد الثمين الذي قد يكون مفتاح النجاح والاستدامة للشركات؛ لذا استخدم برنامج قيود المحاسبي لاستغلال تلك الأرباح، ولتحولها من كنز مدفون إلى حقيقة مزدهرة تضيء مستقبل أعمالك، ولا تنسَ أن البرنامج يقدم أيضًا لجميع عملائه: أنظمة الفاتورة الإلكترونية، وكذلك نظام نقاط البيع، والمخازن، والعملاء..

بعد معرفتك ما هي الأرباح المحتجزة وكيفية حسابها؛ جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا، وتفوق على منافسيك.

انضموا إلى مجتمعنا الملهم! اشتركوا في صفحتنا على لينكد إن وتويتر لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات. فرصة للتعلم والتطوير في عالم المحاسبة والتمويل. لا تفوتوا الفرصة، انضموا اليوم!

وسوم ذات صلة

سجل في نشرة قيود البريدية!

أهم الأخبار والقصص الملهمة لرواد الأعمال

المزيد من محتويات قيود

كيفية التحقق من الرقم الضريبي
مدونة

كيفية التحقق من الرقم الضريبي

في عالم مليء بالتحديات المالية والضريبية، يلعب الرقم الضريبي دورًا حيويًا في ضمان الامتثال للقوانين الضريبية والتعرف على المؤسسات والأفراد المسجلين ضمن النظام الضريبي في المملكة العربية السعودية. فالرقم الضريبي هو هوية مالية مهمة للأفراد والمنشآت، والتحقق من صحته هو أمر

اقراء المزيد
ضريبة القيمة المضافة في السعودية
مدونة

ضريبة القيمة المضافة في السعودية

منذ فرضها في عام 2018، أصبحت ضريبة القيمة المضافة في المملكة العربية السعودية جزءًا لا يتجزأ من النظام الضريبي والاقتصادي للبلاد، حيث تُعتبر هذه الضريبة محورًا حيويًا في توليد الإيرادات وتحفيز الاستقرار المالي، لكنها تثير أيضًا العديد من التساؤلات والتحديات للأفراد

اقراء المزيد

ابدأ تجربتك المجانية مع قيود اليوم!

محاسبة أسهل