ربما سمعتَ قبلًا عن مصطلحات مثل المحاسبة الدولية، أو معايير المحاسبة الدولية أو قرأت الرموز IAS وGAAP، وبما أننا في موقع قيود المحاسبي نسعى لنشر الثقافة المحاسبية على صعيد واسع فقد أخذنا على عاتقنا توضيح المقصود بالمعايير المحاسبية الدولية، والهدف من وضعها، كما نعلمكَ بما يعود عليك من منافع نتيجة اتباعك لتلك المعايير، وفي خضم ذلك تتعلم الفرق بين مبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا ومعايير المحاسبة الدولية، وتكتشف الطريقة الأمثل للالتزام بتلك المعايير في إجراءاتك المحاسبية، فتابع معنا.
ما هي المحاسبة الدولية
المحاسبة الدولية International Accounting هي تخصص محاسبي يقوم على إجراء العمليات المحاسبية وفق بضعة معايير أو قواعد أساسية تطورت عبر التاريخ للحفاظ على المبادئ العامة لإعداد التقارير والقوائم المالية وإخراجها بشفافية ووضوح، وتسهيل إدراج البيانات النقدية في السجلات، وجعل التعامل بين الشركات محليًا ودوليًا أكثر سلاسة.
من المهم أن يطور كل محاسب مهاراته في المحاسبة الدولية نظرًا للانفتاح العالمي الذي نشهده، حيث أصبحت كل المشاريع تتوسع إلى استيراد الخامات وتصدير المنتجات وتبادل التجارة بين الدول وبعضها، وهذا يعني أن يتم التعامل بين شركتك وبين شركات أخرى تقع في دول مختلفة بعيدًا عن موطنك، لذلك حين تقوم بتعيين محاسب ستحتاج إلى التأكد من مهاراته في المحاسبة الدولية والتحقق من التزامه بمعاييرها المقررة على مستوى العالم.
تعريف معايير المحاسبة الدولية
تُعرف معايير المحاسبة الدولية (International Accounting Standards. IAS) بأنها القواعد المحاسبية التي تم تقريرها من قِبل مجلس معايير المحاسبة الدولية؛ لكي تتبعها المؤسسات والمنظمات في إعداد التقارير المالية الخاصة بها، بهدف جعلها سهلة الفهم وقابلة لاستخراج البيانات منها والوصول إلى قرارات بشأنها، حتى إذا تم النظر إليها من قِبل متخصصي المحاسبة في دولة مختلفة عن الدولة التي تقع فيها الشركة التي أصدرت التقارير وبلغة مختلفة عن لغتها.
تعمل 168 دولة على نطاق العالم باستخدام معايير المحاسبة الدولية التي تحدد طرق موحدة عالمية لملء الدفاتر والسجلات المالية للمؤسسات والتبليغ عن إيراداتها ومصروفاتها، والهدف من تلك الطريقة الموحدة هو خلق لغة عالمية يفهمها كل متخصصي المحاسبة على مستوى العالم، وكذلك يستطيع المستثمرين ومدراء الشركات وكافة المهتمين استغلال البيانات الواردة في تلك السجلات لتحقيق المصلحة للمؤسسات بذاتها وللاقتصاد العام.
تأثير المحاسبة الدولية على الأسواق الناشئة
- زيادة تدفق الاستثمارات
تعمل المحاسبة الدولية على زيادة ثقة المستثمرين الأجانب في الأسواق الناشئة، ما يعزز تدفق رأس المال.
- شفافية أكبر
تطبيق المعايير المحاسبية الدولية يؤدي إلى رفع مستوى الشفافية في الأسواق الناشئة، ويعزز من صورة هذه الأسواق.
- التحديات الخاصة بالأسواق الناشئة
على الرغم من الفوائد، قد تواجه الأسواق الناشئة صعوبات في تطبيق المعايير الدولية بسبب نقص الموارد والتدريب اللازم.
- أمثلة من الأسواق الناشئة
دول مثل الهند والبرازيل تبنت بعض المعايير الدولية بهدف جذب المستثمرين، وتحسين نظام المحاسبة المحلي.
أهمية المحاسبة الدولية
أصبح تخصص المحاسبة الدولية مطلوبًا بشدة في جميع بقاع الأرض، حيث ازدادت الحاجة إلى تسجيل البيانات المحاسبية للمشاريع والشركات، وتحويلها إلى قوائم وتقارير تتوافق مع معايير محاسبية أخرى يتبعها البلد الذي تعمل فيه الشركة التي تتعامل معها تجاريًا، ومن حُسن الحظ أن هذه المعايير لن تختلف كثيرًا من دولة لأخرى؛ نظرًا لتعميمها واتباعها دوليًا -إلا في بلدان محددة مثل الصين وأمريكا واليابان وغيرها من البلدان التي لا زالت تتبع معاييرها المحاسبية المحلية.
توحيد التقارير المالية
تساعد المحاسبة الدولية الشركات متعددة الجنسيات على إعداد تقارير مالية موحدة تُسهل على المستثمرين والشركاء تقييم أدائها بشكل موضوعي.
زيادة الثقة
يوفر النظام الدولي للمحاسبة معايير معترف بها عالميًا مما يعزز ثقة المستثمرين في الشركات العالمية، خصوصاً عندما يعملون عبر عدة دول.
تسهيل الاندماج والاستحواذ
يسهل توافق المعايير الدولية عمليات الاندماج والاستحواذ بين الشركات في مختلف الدول، حيث يتم الاعتماد على تقارير موحدة.
تجنب التلاعب المالي
تلعب المحاسبة الدولية دوراً في الحد من التلاعب المحاسبي، حيث تفرض معايير صارمة للمحاسبة والإفصاح، مما يحمي مصلحة المستثمرين.
أهداف معايير المحاسبة الدولية
تعتبر معايير المحاسبة الدولية بمثابة لغة موحدة يستخدمها المحاسبون في شتى بقاع الأرض للتعريف بأوضاع الشركات وما تحتاج إليه لتعزيز نجاحها، وهذا هو السبب الرئيسي الذي دعا إلى وضع معايير المحاسبة الدولية، حيث تهدف إلى ما يلي:
- الحفاظ على الثقة وموضوعية البيانات التي يتم تقديمها عن الشركة.
- تسهيل عقد المقارنات بين الشركات وبعضها لتقليل نسب خسارة الشركات وفشلها في تحقيق الأهداف.
- تحقيق الشفافية والوضوح في عرض المعلومات المالية للمؤسسات.
- تسهيل التعاون بين الشركات التي تعمل في مجالات متشابهة على نطاق دولي.
- رفع فرص الاستثمار الدولي وجعله أكثر أمانًا وأقل تكلفة.
- جعل القرارات الخاصة بشراء وبيع وتداول العملات في البورصة أكثر وضوحًا.
- تمكين الإدارات من اتخاذ القرارات والأكثر فاعلية لشركاتهم.
تطور المحاسبة الدولية عبر الزمن
- البداية: بدأت المحاسبة الدولية كاستجابة للحاجة المتزايدة لمواءمة المعايير المالية بين الدول مع تزايد العولمة. فالشركات الدولية واجهت صعوبات في توحيد التقارير المالية نتيجة اختلاف المعايير المحاسبية الوطنية.
- مراحل التطور: تطورت المعايير الدولية تدريجياً بدءاً من اتفاقيات غير رسمية بين الدول وصولاً إلى تشكيل منظمات مثل مجلس معايير المحاسبة الدولية (IASB)، التي تهدف إلى إنشاء وتوحيد المعايير المحاسبية.
- أهمية هذا التطور: بفضل تطور المعايير، تمكنت الشركات من تحسين عمليات التقارير المالية وتسهيل فهمها على المستثمرين في مختلف الدول.
- الدوافع: من بين الدوافع الأساسية، تطور التجارة العالمية، وتزايد الشركات متعددة الجنسيات، وتزايد تدفق الاستثمارات الدولية، مما عزز الحاجة إلى تقارير مالية قابلة للمقارنة.
أهمية المعايير المحاسبية للشركات
من المهم لجوء الشركات إلى استخدام معايير المحاسبة الدولية لتتمكن من تقديم ما يلي:
- تقارير وسجلات مالية واضحة ومفهومة لكل محاسبي الشركات عالميًا.
- تعزيز الثقة بين الأسواق المالية والشركات.
- تمكين الشركات من إجراء تحليل الأداء عبر المقارنة بين أدائها وأداء شركات أخرى عالمية تتشابه معها في بعض الجوانب.
- تطوير الإجراءات المحاسبية لتتلائم مع المتغيرات الاقتصادية.
- تأمين الشركات من مخاطر القروض.
- تنظيم عمليات رد الديون بحيث لا تؤثر على قدرة الشركة المالية، وتعزيز زيادة الأرباح.
- منع السرقة والاختلاس بفضل البيانات الموحدة والواضحة.
مبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا GAAP
هي مجموعة المبادئ التي تتبعها بعض البلدان، وهي تتميز بكونها مجموعة من المعايير التي وضعها مجلس معايير المحاسبة، وتعتمدها الشركات عند تسجيل بياناتها المالية والتبليغ عنها، بهدف ضمان تقديم بيانات مالية كاملة، وهي 12 مبدأ تأتي كما يلي:
- الإيرادات.
- نسبية أهمية التسجيل.
- الموضوعية.
- عدم الملموسية.
- النفقات.
- عدم التعويض.
- استقلالية الممارسات.
- المطابقة.
- المعلومات الجيدة.
- الاحتياط.
- تفوق الوقائع.
- التكلفة.
- الأساليب الدائمة.
- النظرة العادلة.
معايير المحاسبة الدولية
هناك 41 معيارًا دوليًا للإجراءات المحاسبية بين الشركات، تنقسم إلى قسمين؛ هما المعايير المحاسبية التي تتضمن 34 معيار، والمعايير الخاصة بإعداد التقارير والقوائم المالية التي تتضمن 7 معايير، ونوجزها جميعًا فيما يلي:
- تقييم المخزون.
- تضمين عقود الإيجار.
- تقديم عقود الإنشاء.
- ذكر الانخفاضات في قيمة الأصول.
- تقديم تقارير مالية مرحلية.
- تسجيل الاستثمارات العقارية
- تسجيل الاستثمارات في الشركات الزميلة.
- استخدام خطط التقاعد لإعداد التقارير.
- تضمين تكلفة القروض.
- تحديد ربحية السهم.
- تضمين العمليات غير المستمرة.
- محاسبة اندماج الأعمال.
- تسجيل الأدوات المالية.
- استخدام قوائم مالية منفصلة.
- استخدام الأدوات المالية.
- تسجيل بيانات الزراعة والحصاد.
- تسليم تقرير عن القطاعات بالشركة.
- الشفافية والإفصاح في قوائم البنوك المالية.
- تحديد الآثار الناتجة عن تغير سعر الصرف.
- تقديم مستندات تصف تأثير تغير الأسعار في السوق.
- اتباع السياسات المحاسبية.
- تسجيل الإيرادات.
- تخصيص الأصول والالتزامات المحتملة.
- تضمين الحصص في المشاريع المشتركة.
- تقديم تفاصيل المنح الحكومية والمساعدات.
- الإفصاح عن المعلومات الواجب كشفها في القوائم المالية.
- عرض الأصول والمطلوبات المتداولة.
- عرض بيانات التدفق النقدي.
- تسجيل الأحداث بعد وضع الميزانية.
- تقديم تقارير التضخم المرتفع.
- عرض التقارير المالية.
- تضمين الأطراف ذات العلاقة.
- تسجيل استحقاقات التقاعد.
- تحديد الأصول غير الملموسة.
- محاسبة الاستثمارات.
- عدم إخفاء أي معلومات محاسبية تخص الممتلكات.
- احتساب تكلفة التطوير والاستثمار.
- حساب ضرائب الدخل.
- استخدام قوائم مالية موحدة.
- حساب عقود الإنشاء.
- حساب إهلاك الأصول.
الفرق بين معايير المحاسبة الدولية ومبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا
على الرغم من وجود عدة مبادئ مشتركة بين المحاسبة الدولية والمحاسبة المتعارف عليها إلا أن هناك بعض أوجه الاختلاف التي قد تكون مؤثرة في طريقة سير الأعمال، منها:
| وجه المقارنة | مبادئ المحاسبة المقبولة عموما | معايير المحاسبة الدولية |
| الاختصار الخاص بها | GAAP | IAS |
| نطاق قبولها | محلي، ويمكن أن تختلف بين ولاية وأخرى. | دولي، وغير مسموح باختلافها بين دولة وأخرى |
| عددها | 12 مبدأ. | 41 معيار. |
| تقوم أسسها على | مبادئ المحاسبة. | قواعد المحاسبة. |
| قدرتها على إعداد التقارير المالية | تهتم بتحديد وقياس القيم المالية بدقة. | تعد بمثابة خط عريض يوضح الأداء المالي للشركة دون خوض في تفاصيل. |
| الهدف منها | ضمان عرض كافة البيانات بموضوعية وبشكل كامل ودقيق. | ضمان الوضوح وتسهيل فهم البيانات المالية للشركات حتى مع اختلاف الدول واللغات بين المحاسبين. |
| الدول التي يستخدم فيها | تستخدم في أمريكا واليابان. | تم تطبيقه في 168 دولة، ويعد الأكثر استخدامًا على نطاق العالم. |
| طريقة معالجة المخزون | تقبل استخدام تسجيل المخزون باستخدام طريقة الدخول الأخير والدخول الأول. | يُحظر فيها استخدام طريقة الدخول الأخير والدخول الأول. |
| تكلفة الاستثمار والتطوير | تضاف إلى المصروفات. | تضاف إلى قوائم إهلاك الأصول باعتبارها رأس مال. |
أفضل برنامج محاسبي متوافق مع معايير المحاسبة الدولية
يمكنك اتباع معايير المحاسبة الدولية بسهولة مع برنامج قيود المحاسبي الذي يتيح لك مميزات غير محصورة تتضمن ما يلي:
- الأمان بسبب نظام الحماية والتشفير الخاص به.
- الثقة في الأداء، فالنظام تابع لهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، وهذا يعني أنه معتمد حكوميًا بالمملكة.
- يقوم أفضل الخبراء بمتابعة البرنامج، ودلالة ذلك حصوله على جوائز عدة رغم قصر فترة خدمته في قطاع الأعمال.
- أسعار استخدام النظام تنافسية وتتيح باقاته عددًا من الخيارات والمميزات التي لا يمكنك الاستغناء عنها.
- لن تحتاج إلى تثبيت البرنامج لاستخدامه -مع إمكانية فعل ذلك إن كنتَ ترغب- ولكن بإمكانك استخدامه دون تنزيل لأنه برنامج سحابي.
- تستطيع استخدام النظام باللغتين العربية والانجليزية.
في الختام
قدمنا لكم تفاصيل الفرق بين معايير المحاسبة الدولية ومبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا، كما تعرفنا على أهمية المحاسبة الدولية وضرورة تعليمها للمحاسبين من كافة البلدان؛ ليتمكنوا من مواكبة تطورات الأعمال والشراكات بين المؤسسات وبعضها، ولتسهيل الأمر عليك أتحنا لك تجربة نظام قيود المحاسبي مجانًا لفترة محدودة حتى تتعرف على الطرق المحاسبية الدولية الأكثر تطورًا وتتبعها، فانقر الرابط هنا، وابدأ الاستمتاع بالمحاسبة كما لم تفعل قبلًا.
انضموا إلى مجتمعنا الملهم! اشتركوا في صفحتنا على لينكد إن وتويتر لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات. فرصة للتعلم والتطوير في عالم المحاسبة والتمويل. لا تفوتوا الفرصة، انضموا اليوم!
