من أهم أسس المحاسبة أن يكون هناك متخصصين ذوي خبرة كافية في حساب الإيرادات العامة والنفقات الخاصة بالمؤسسة؛ نظرًا لتأثير تلك البنود مباشرة على حالة المؤسسة ومدى نجاحها وقدرتها على الاستمرار في السوق، فالمؤسسات تنفق أموالها في قنوات متعددة بغية استمرار الإنتاج أو تقديم الخدمات، بينما تنتظر الإيرادات في النهاية لتتمكن من تطوير الإنتاج ومواكبة احتياجات عملائها؛ فكيف تدور تلك الأموال، ولمَ يجب حسابها وتسجيلها في برنامج قيود المحاسبي وتتبعها وتحليلها من خلاله عامًا بعد عام؟ وهل يمكن أن يكون ارتفاع الإيرادات العامة والنفقات خطرًا على الشركة؟ هذا ما نتوصل إليه من خلال مقالنا.
مفهوم الإيرادات العامة والنفقات
الإيرادات العامة General Revenues أو إجمالي المبيعات هو مصطلح يصف الدخل الذي تحصل عليه المؤسسة بشكل مجمل، وقد يأتي من مصدر واحد أو من مصادر متعددة، ويعاد استخدامه فيما بعد كنفقات على استثمارات الشركة وتشغيل المشاريع الدائرة فيها، وقد يُشار أحيانًا إلى إجمالي مبيعات المؤسسة ودخلها بأنه (السطر الأعلى) بسبب تحديده في أول سطر من بيان الدخل الرسمي الصادر للمؤسسة.
أما النفقات العامة General Expenses فهي المبالغ المالية التي يتم سدادها من قبل المؤسسة لتمويل مشروعاتها أو تجهيز البنية التحتية أو غير ذلك من قنوات الإنفاق؛ بهدف تحقيق الغاية النهائية لها، وتُعرف أيضًا باسم المصروفات أو التكاليف وتشمل كل ما يتم دفعه من أموال الشركة لتقديم السلعة أو المنتج الذي يحتاج إليه عملائها.
الفرق بين الإيرادات العامة والنفقات (التكاليف)
ينحصر الفرق بين الإيرادات العامة والنفقات في ما يلي:
- الإيرادات هي أموال يتم تلقيها في المؤسسة، سواء كانت من مصدر واحد أو من أكثر من مصدر، أما النفقات فهي أموال تدفعها المؤسسة لإخراج منتجات أو خدمات للعملاء؛ بحيث تتمكن من تحقيق دخل صافي وأرباح من تلك العملية.
- لا يمكن القلق من زيادة إيرادات الشركة لأنها إن لم تكن مؤشرًا على زيادة الربح لن تكون مؤشرًا على الخسارة، بينما زيادة النفقات تعد خطرًا على أي منظمة إن لم يرتفع معها الدخل الصافي، لأن هذا يعني أن الشركة تُنفق الكثير، ولا تحقق الربح المتوقع لتغطية تلك النفقات.
- يتم حساب الدخل الصافي عن طريق طرح النفقات من الإيرادات الخاصة بالشركة، لذا نجد في بيانات الدخل الخاصة بالشركات خانات خاصة تحدد الإيرادات والنفقات لتضمن احتساب صافي الدخل بسلاسة وموثوقية.
الفرق بين الإيرادات والدخل
هناك فرق بين صافي الدخل الخاص بالشركة والإيرادات العامة الواردة إليها، ويتمثل هذا الفرق في ما يلي:
| وجه المقارنة | الإيرادات العامة | صافي الدخل |
| الوصف | الإيرادات هي كل المبالغ المالية الواردة إلى الشركة بعد بيع المنتجات أو تأجيرها أو غير ذلك. | مصطلح يصف الربح الصافي الذي حصلت عليه الشركة بفضل تقديم السلع والخدمات. |
| الخصم | الإيرادات هي مجمل ما ورد إلى الشركة من أموال دون خصم أي نفقات أو مصاريف. | هو المبلغ المتبقي بعد طرح ما قامت الشركة بتحمله من مصروفات لتقديم الخدمة أو السلعة للعملاء. |
| موضعها في بيان الدخل | في أول سطر من البيان الرسمي للدخل بالشركة | في آخر سطر في البيان الرسمي. |
| قدر المبلغ | دائمًا ما يكون أكبر من صافي الدخل. | دائمًا ما يكون أقل من الإيرادات. |
| إمكانية نمو المبلغ | تزداد إيرادات الشركة حين تقديم خدمة جديدة أو تجربة استراتيجية تسويق فعالة أو غير ذلك. | يزداد الدخل الصافي إن تمت زيادة المبيعات، أو تم تخفيض النفقات. |
مثال على الفرق بين الإيرادات وصافي الدخل
حين نريد توضيح الفرق بين الإيرادات وصافي الدخل لن يكون هناك أفضل من تطبيق مثال على إحدى الشركات السعودية البارزة، وفيما يلي تمثيل طريقة حساب الإيرادات وصافي الدخل لشركة أرامكو.
| العام | الإيرادات | صافي الدخل |
| عام 2021 | مليار و500 مليون ريال سعودي. | 408 ملايين و 910 آلاف ريال سعودي. |
| عام 2022 | 2 مليار و 262 مليون ريال سعودي. | 600 مليون و235 ألف ريال سعودي. |
| نسبة التغير | 50%. | 46%. |
في هذا المثال نجد أن هناك فرق بين الإيرادات وصافي الدخل في شركة أرامكو، وهذا الفرق يمثل النفقات التي قامت المؤسسة بتقديمها لقاء تسهيل وصول المنتج إلى العملاء، سواء عبر اتباع أساليب تسويقية معينة أو تشغيل خطوط إنتاج أو تراخيص أو ضرائب أو غيرها.
أنواع الإيرادات في المؤسسات
الإيرادات العامة يتم تصنيفها إلى أنواع عديدة حسب المؤسسة التي تُقاس فيها، ومن أبرز أنواع الإيرادات في أي منشأة ما يلي:
الإيرادات
وهو مصطلح عام يُطلق في كل المنظمات الربحية على أي أموال واردة إلى الخزينة المالية الخاصة بالمنشأة أو المنظمة.
الإيرادات العامة
يقصد بها الأموال التي ترد إلى الحكومات والأنظمة الإدارية والخزائن بصورة عامة في الدول والمؤسسات، ويمكن تطبيق نفس المصطلح على الشركات لكنه أكثر تناسبًا مع الحكومات لأن مصادر إيراداتها أكثر تنوعًا.
الإيرادات الضريبية
هي التي تتحصل عليها الحكومات عبر فرض الضرائب على الأفراد أو الكيانات الموجودة على أرضها، وهي تأتي بأنواع مختلفة، وتمثل مصادر دخل مهمة للدول.
الإيرادات التشغيلية
وهي كل مورد مالي تحصل عليه الشركة أو الفرد لقاء ما يتاجر به من سلع أو خدمات، وهي أكثر ارتباطًا بأرباح الشركات لأن الشركات الربحية أساسًا تقوم على تقديم منتج أو خدمة لقاء مبلغ مالي معين.
الإيرادات غير التشغيلية
موارد مالية تحصل عليها المؤسسة لقاء أنشطة إضافية تقدمها الشركة، مثل المال الذي تحصل عليه الشركة لقاء بيع واحد أو أكثر من أصولها، أو ما تستفيد منه من منح وهدايا من العملاء أو ما شابه.
مصادر الإيرادات
تتنوع مصادر الإيرادات حسب نوع الكيان الذي نريد تعريف مصادر إيراداته، فالحكومات مثلًا يمكنها الحصول على إيرادات من مصادر أوسع وأكثر شمولًا من الشركات، ومن أبرز مصادر إيراداتها ما يلي:
الضرائب
من أهم المصادر بالنسبة للحكومات لأنها ثابتة ودورية، كما أنها مصدر دخل أساسي وتعد من الإيرادات التشغيلية بالنسبة للحكومات.
مبيعات المؤسسة
من أهم مصادر الإيرادات، ويسهل احتسابها لأن العميل يقدمها للشركة بمجرد الحصول على المنتج أو السلعة، ويمكن الحصول عليها مجزأة في بعض الأحيان -على هيئة أقساط- حسب سماح الشركة بذلك من عدمه.
إيرادات الفوائد
نوع من الإيرادات التي تحصل عليها المنشآت المالية مثل البنوك، فهي تفرض على عملائها مبالغ مالية معينة لقاء الحفاظ على النقود فيها، وتقديمها للعميل في الوقت الذي يحدده، ويمكن أن تستفيد منها المؤسسات غير المالية أيضًا حين تبيع منتجاتها بالتقسيط؛ لكنها ستكون من ضمن الإيرادات غير التشغيلية فيها.
إيرادات الأسهم
وهي ما تحصل عليه الشركة جراء امتلاكها أسهمًا لشركة أخرى يتم تداولها، وهذا أيضًا من بين الإيرادات غير التشغيلية للشركة ولا يعد مصدرًا ثابتًا للمال.
إيرادات الخدمات
هي ما يسدده العميل لقاء الاستفادة من خدمات المؤسسة، مثل التعليم والعلاج وصيانة المعدات وغيرها، وقد يتم احتساب تكلفة الخدمة على أساس الوقت أو نوع الخدمة المقدمة.
أهمية الإيرادات العامة
لا يمكن الاستغناء عن الإيرادات العامة للمؤسسات مهمًا كان نوعها، لأنها تساعد المؤسسة بالطرق التالية:
- تعد مصدر أساسي للتمويل، فمن ما تحصل عليه المنشأة من أموال تنفق على عمليات الإنتاج والتطوير وسداد مستحقات الموظفين وغير ذلك من المسؤوليات المالية المفروضة عليها.
- الإيرادات التي ترتفع في المؤسسات تزيد من مستواها المالي وتُساهم في تطوير الخدمات والمنتجات بشكل أكبر، بل وإنتاج سلع جديدة تعزز القطاعين التجاري والاقتصادي.
- الإيرادات هي ما يتم قياس نجاح المؤسسة من عدمه من خلالها، فإن لم تكن مرتفعة بالشكل المطلوب فهذا يعني أن المؤسسة قد تواجه خطر الحل بسبب الفشل في تحقيق الأهداف.
- الإيرادات تساعد المؤسسة على الاستمرار في الإنتاج، ومع زيادتها تتمكن من النمو والتوسع.
كيف يتم تحصيل الإيرادات
هناك 3 طرق أساسية يتم تحصيل الإيرادات بها في المنظمات، وهي:
- الدفع المباشر: مثلما يشتري العميل سلعة أو يدفع لقاء خدمة بصورة مباشرة حين انتفاعه بالمنتج أو الخدمة.
- الدفع غير المباشر، ويقصد به السداد عن طريق الشيكات التي يصرفها صاحب الحق من المؤسسات المالية.
- الاستقطاع: طريقة تستخدمها المؤسسات التي تتيح الدفع الآجل، حيث يُسمح لها بالوصول إلى حساب العميل واقتطاع نسبة من تكلفة السلعة كل فترة، أو اقتطاعها كاملة في موعد محدد، ونفس الأمر تفعله الحكومة مع المواطنين لسداد الضرائب والغرامات وغيرها.
كيف يتم تسجيل النفقات
تستخدم المؤسسات طريقتين لتسجيل نفقاتها في بيان الدخل، وهما:
التسجيل على أساس النقد
يعني هذا أن تسجل الشركة تكلفة منتج تقوم بشرائه لأداء مهمة معينة فيها، وحينها تدفع لقاء شراء المنتج نفسه ويتم استخدامه بعد الشراء.
التسجيل على أساس الاستحقاق
يتم تسجيل النفقات هنا حينما يتم طلب خدمة معينة للشركة، ويكتمل تنفيذها الفعلي فيها، مثل خدمات الإصلاح في المعدات وصيانتها.
أنواع النفقات العامة
مفاهيم الإيرادات العامة والنفقات منعكسة في دلالاتها، فالنفقات العامة هي وصف لكل ما تقدمه المؤسسة من أموال لتحسين وضعها وعلاقتها مع المجتمع من حولها، وتنقسم النفقات العامة في أي مؤسسة إلى عدة أنواع، هي:
النفقات التشغيلية Operating Expenses
هي التي تصدر للإنفاق على الأنشطة الأساسية في المؤسسة، مثل شراء المعدات التي يتم التصنيع باستخدامها وصيانتها ومصروفات الكهرباء ورواتب الموظفين وغيرها.
النفقات غير التشغيلية Non-operating expenses
يقصد بها قنوات الإنفاق التي لا ترتبط بصورة مباشرة بالإنتاج، وهي نفقات غير ثابتة، ومن أمثلتها الغرامات والديون.
النفقات الجارية Current expenditure
تعريف يُقصد به كل ما تلتزم به المؤسسة دوريًا من نفقات، والهدف من هذه المصروفات هو ضمان استمرار عمل المنشأة.
نفقات استثمارية Investment expenses
يقصد بها ما يُنفق على تطوير المؤسسة ورفع كفاءة الإنتاج أو إصدار منتجات جديدة أو التعاون بينها وبين مؤسسات أخرى وغير ذلك.
النفقات التحويلية Transfer expenditures
أموال يتم إنفاقها لتحقيق التوازن، يمكن تمثيلها بالمال المنفق على تدريب الموظفين وتطوير بيئة العمل الخاصة بهم، أو ما تنفقه الحكومة على دعم الفقراء والمنح المقدمة إليهم وما شابه ذلك.
أهمية النفقات العامة
تعد النفقات مهمة جدًا؛ على الرغم من أنه لا يجب أن تزيد عن مقادير محددة كي لا تسبب عجزًا في الموازنة، ومن أسباب أهميتها ما يلي:
- تحسين الحالة الاقتصادية للمؤسسة وللدولة، لأن نجاح المؤسسة وتطورها سيكون سببًا في الانتظام على سداد الضرائب، بالإضافة إلى حركة البيع والشراء النشطة، خاصًة إذا حدث تصدير للبضائع التي تنتجها المؤسسة.
- النفقات تحسن من الإيرادات طالما كانت مدروسة جيدًا، لذا على المؤسسات الإنفاق في المجالات التي تساعدها على تحسين أرباحها وإنتاجيتها بما يلائم السوق والتخطيط دائمًا للتطور.
- منع مشكلة البطالة صادر عن إنفاق الشركات على تطوير بيئات العمل، فمع التطور تستحدث وظائف جديدة إدارية وإنتاجية يشغلها أفراد من المجتمع، مما يقضي على البطالة.
- تساهم متابعة النفقات في قياس مدى نجاح الشركة في تحقيق أهدافها وفي هذا النقطة تتوافق الإيرادات العامة والنفقات.
لماذا من المهم مراقبة النفقات والإيرادات على برنامج قيود؟
يجب على المؤسسة مراقبة التغيرات في الإيرادات العامة والنفقات بصورة دورية وباستخدام التحليلات المالية الملائمة؛ لأن ارتفاع الإيرادات أمر محبب ومرغوب؛ نظرًا لدلالته على الرخاء والقدرة على الانتقال للمستوى الأعلى، ولكن ارتفاع النفقات قد يسبب العجز وزيادة العوائق التي قد تسبب الوصول إلى نقطة لا تتمكن المؤسسة فيها من تحقيق أي أرباح، وحينها قد تسقط المؤسسة وتفشل في تحقيق أهدافها مما يجعلها تتفكك وتنحل.
يساعدك نظام قيود المحاسبي في تسجيل كل مصادر الإيرادات وقنوات الإنفاق بشكل دوري، لحسابها واستخراج صافي الدخل وكل المؤشرات الدالة على اتجاه الشركة نحو تحقيق المكاسب أو فقدها، وذلك بالدخول على شجرة الحسابات، ومنها إنشاء حساب للإيرادات حسب نوعها.
الأسئلة الشائعة حول الإيرادات العامة والنفقات
ما هو مفهوم الإيرادات العامة والنفقات؟
الإيرادات العامة هي الدخل الإجمالي الذي تحصل عليه المؤسسة من مصادر متعددة، ويستخدم فيما بعد كنفقات على الاستثمارات والمشاريع. النفقات العامة هي المبالغ المالية التي تدفعها المؤسسة لتمويل مشروعاتها وتحقيق أهدافها.
ما هو الفرق بين الإيرادات العامة والنفقات؟
- الإيرادات: أموال تتلقاها المؤسسة من بيع المنتجات أو الخدمات.
- النفقات: أموال تدفعها المؤسسة لتقديم المنتجات أو الخدمات للعملاء.
ما الفرق بين الإيرادات والدخل؟
- الإيرادات: المبالغ المالية الواردة إلى الشركة قبل خصم أي نفقات.
- الدخل الصافي: المبلغ المتبقي بعد خصم النفقات من الإيرادات.
كيف يتم تسجيل النفقات؟
- التسجيل على أساس النقد: تسجيل التكلفة عند شراء المنتج واستخدامه فورًا.
- التسجيل على أساس الاستحقاق: تسجيل النفقات عند طلب الخدمة وتنفيذها فعليًا.
ما هي أنواع النفقات العامة؟
تشمل:
- النفقات التشغيلية: تكاليف تشغيل الأعمال اليومية.
- النفقات غير التشغيلية: تكاليف إضافية غير مرتبطة بالتشغيل الأساسي.
- النفقات الجارية: التكاليف المتكررة.
- نفقات استثمارية: تكاليف استثمارات طويلة الأجل.
- النفقات التحويلية: التكاليف المحولة إلى أطراف أخرى.
لماذا من المهم مراقبة النفقات والإيرادات على برنامج قيود؟
برنامج قيود يساعد في إدارة وتسجيل وتحليل الإيرادات والنفقات بدقة، مما يسهم في تحسين الأداء المالي للمؤسسة وضمان الامتثال للمعايير المحاسبية.
في الختام
أوضحنا أن الإيرادات العامة والنفقات ذات أهمية كبيرة للشركات والمنظمات على اختلافها، وان لها أنواع عديدة يجب حصرها ومتابعتها لضمان عمل المؤسسة بشكل صحيح واستمرارها في الإنتاج، وعليه يجب أن تبادر باستخدام نظام قيود المحاسبي واستغلال التجربة المجانية لتسجيل الإيرادات والنفقات الخاصة بشركتك ومتابعتها باستمرار لقياس أرباح شركتك وصافي دخلها بثقة، واتخاذ القرارات الملائمة لها في الوقت المناسب.
انضموا إلى مجتمعنا الملهم! اشتركوا في صفحتنا على لينكد إن وتويتر لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات. فرصة للتعلم والتطوير في عالم المحاسبة والتمويل. لا تفوتوا الفرصة، انضموا اليوم!
