القاموس المحاسبي

الأهمية النسبية (Materiality) هي مفهوم أساسي في المحاسبة والمراجعة (التدقيق)، يحدد ما إذا كانت الأخطاء أو عدم الدقة في البيانات المالية كبيرة بما يكفي للتأثير على حكم المستخدمين. لا يوجد مبلغ محدد يمثل الأهمية النسبية؛ بل هو حكم شخصي يعتمد على حجم الخطأ وطبيعته في سياق الشركة وظروفها.

كيف يتم تحديد الأهمية النسبية؟

تعتمد الأهمية النسبية على عاملين رئيسيين:

1. الحجم (Magnitude):

يُحدد حجم الأهمية النسبية بناءً على مبلغ الخطأ مقارنةً بمعيار مرجعي، مثل إجمالي الأصول، أو صافي الربح، أو الإيرادات. على سبيل المثال، قد يُعتبر خطأ بقيمة 1000 ريال سعودي غير جوهري لشركة تبلغ إيراداتها مليار دولار، ولكنه قد يكون جوهرياً لشركة صغيرة يبلغ صافي دخلها 5000 ريال.

1. الطبيعة (Nature):

قد تكون بعض الأخطاء جوهرية بغض النظر عن حجمها. على سبيل المثال:

• خطأ يتعلق بالمعاملات مع الأطراف ذات الصلة (related party transactions).

• تحريف في بيانات يؤدي إلى تغيير خسارة إلى ربح.
• عدم الإفصاح عن دعوى قضائية كبيرة ضد الشركة.

أهمية الأهمية النسبية في المحاسبة والمراجعة

• في المحاسبة: يساعد مبدأ الأهمية النسبية المحاسبين على تحديد مستوى التفاصيل المطلوبة في القوائم المالية. فالمعلومات غير الجوهرية (المبالغ الصغيرة) يمكن تجميعها معاً دون الحاجة إلى عرضها بشكل منفصل.
• في المراجعة (التدقيق): يُعد مبدأ الأهمية النسبية حجر الزاوية في عملية التدقيق. يحدد المراجعون مستوى الأهمية النسبية في بداية عملية التدقيق لتحديد حجم العينة التي سيتم فحصها ونطاق عملهم. إذا كان الخطأ في البيانات أقل من مستوى الأهمية النسبية، فقد يعتبر المراجعون أن القوائم المالية عادلة و خالية من الأخطاء الجوهرية.

أمثلة عملية

• إذا كان صافي دخل شركة ما هو 10 مليون ريال ، قد يحدد مراجع الحسابات الأهمية النسبية عند 50 ألف ريال. أي خطأ أقل من هذا المبلغ لن يؤثر على رأي المراجع.
• ومع ذلك، إذا كان هناك تحريف في حسابات قد يؤثر على الوفاء بشروط عقد قرض، فإن هذا التحريف قد يكون جوهرياً (مهماً) بغض النظر عن حجمه.